رام الله - فلسطين اليوم
كشفت الصحف العبرية، عن توبيخ نتنياهو من قبل الرئيس أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقائه معهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ69 في نيويورك.
صحيفة 'يديعوت احرونوت' قالت، ان الرئيس الامريكي ورجاله اكتشفوا بان بلدية القدس صادقت نهائيا على بناء 2610 وحدات استيطانية في الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي كان نتنياهو يتوجه الى البيت الأبيض. وقد استقبل الرئيس اوباما نتنياهو بترحاب امام عدسات الكاميرات، ولكن عندما تم اغلاق ابواب الغرفة البيضاوية جاء التوبيخ الذي بدأ، كما يبدو، ازمة شديدة في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. فقد توجه اوباما الى نتنياهو وسأله: 'ما هي رؤيتك للسلام. ان مثل هذه الأعمال تطرح الشك حول نوايا إسرائيل بالسلام'.
يذكر ان بلدية الاحتلال في القدس نشرت يوم الجمعة الماضي خطة لبناء الحي الاستيطاني الجديد الذي سيشمل 2610 وحدة استيطانية، الأمر الذي سيعزل تماما قرية بيت صفافا عن العاصمة المحتلة وتحيطها من كل جانب بالمستوطنات.
واوضحت جهات في واشنطن حسب الصحيفة 'ان اوباما يعتبر الخطوة الإسرائيلية بمثابة بصقة في وجهه، وهي ليست المرة الأولى. فقبل لقاءات سابقة، ايضا، بين نتنياهو واوباما ونائبه، فوجئ الامريكيون باكتشاف المصادقة على مخططات للبناء في القدس والمستوطنات. '
وأضافت الصحيفة، 'لقد ادعوا في البيت الأبيض وحاشية نتنياهو ان اللقاء تم في اجواء طيبة، ولكن بعد ساعتين من اللقاء اصبحت المواجهة علنية، حيث اصدر الناطق بلسان البيت الابيض بيانا اعتبر فيه استمرار البناء سيبعد إسرائيل عن حليفاتها. ويثير هذا الشجب قلق إسرائيل البالغ، والتي تحتاج حاليا الى الفيتو الامريكي لاحباط مشروع القرار الفلسطيني الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب خلال عامين'.
وقال الناطق بلسان البيت الأبيض، جوش ارنست 'ان مخطط إسرائيل للبناء في القدس الشرقية يسمم الأجواء ويثير التشكك بنوايا إسرائيل بالسلام، ان الاستيطان في القدس الشرقية يبعد إسرائيل عن حليفاتها القريبات، وهذا التطور سيجر شجبا ليس فقط من جانب الفلسطينيين، وانما من جانب الدول العربية التي يريد نتنياهو ترسيخ علاقات معها. لا يمكن فرض وقائع على الأرض تتعلق بمستقبل القدس. فهذا المستقبل سيتم تحديده في المفاوضات بين الجانبين حول الاتفاق الدائم'. واكد ارنست ان اوباما قال مثل هذه الكلمات لنتنياهو خلال اللقاء.
'خطوة ستؤدي الى زيادة التوتر في القدس'
وقالت صحيفة 'هآرتس'، 'ان اوباما اوضح لنتنياهو بان الحرب في غزة تسببت بالكثير من القلق في الولايات المتحدة وقال، نحن نعرف ان علينا ايجاد الطرق لتغيير الوضع الراهن بين اسرائيل والفلسطينيين، كي يشعر الاسرائيليون بأمان في بيوتهم، وكي لا تتكرر مأساة قتل الاطفال الفلسطينيين. وسنعمل على ترميم غزة، ولكن، ايضا على التوصل الى سلام مستقر بين الاسرائيليين والفلسطينيين'.
وحول المواجهة بين نتنياهو وبان كي مون ذكرت صحيفة 'هآرتس'، 'ان اللقاء بينهما شهد مواجهة شديدة على خلفية مهاجمة اسرائيل لمنشآت الأمم المتحدة في غزة وقتل الفلسطينيين الأبرياء الذين احتموا فيها. وسعى نتنياهو ومستشاريه الى اقناع مون بتأخير الاعلان عن تشكيل لجنة التحقيق الدولية لفحص احداث غزة.'
وقال مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيون من الأمم المتحدة وفقا للصحيفة، 'انه تم تكريس الجانب الأكبر من اللقاء للأوضاع في غزة وتشكيل لجنة التحقيق. وتحولت المحادثة خلال دقائق الى نقاش حاد بين نتنياهو ومون، حيث طرح كل جانب مواقفه ورفض مواقف الجانب الآخر. وقال مسؤول إسرائيلي ان مون تحدث بتأثر كبير عن مسألة اصابة المدنيين في غزة، وقال، لا يمكن العودة كل عدة سنوات الى الحرب التي تزرع الدمار الكبير، واعتبر ان إسرائيل لم تعمل في غزة بشكل متناسب'.
وقالت الصحيفة إن اللقاء ازداد توترا حين قال نتنياهو ان رجال حماس اطلقوا الصواريخ من داخل مدارس ومؤسسات الأمم المتحدة. لكن كلمات نتنياهو لم تقنع مون، وتواصل النقاش الحاد بينهما. وقال مون، 'ان منشآت الأمم المتحدة في مناطق الحرب تحظى بحصانة في كل الأحوال. المواطنون الذين تواجدوا هناك كانوا اسرى لمن اطلقوا الصواريخ ولذلك كان يجب الامتناع عن اطلاق النار وتشكيل خطر على حياتهم. هذا يتعارض مع القانون الدولي'.
نقلًا عن "وفا"