رام الله – وليد أبوسرحان
وصل نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح قبل ظهر الأحد، مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية، حيث كان في استقباله أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الخارجية رياض المالكي.
وتوجّه الصباح والوفد المرافق له إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة، ومن ثم العودة إلى مقرّ الرئاسة للقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس؛ لبحث العلاقات الأخوية المميزة التي تربط فلسطين والكويت، والدعم الكويتي للخطوات السياسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلّة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتحظى زيارة الشيخ صباح خالد الصياح إلى رام الله باهتمام فلسطيني رسمي وشعبي باعتبارها الزيارة الأولى لأول مسؤول كويتي للضفة الغربية منذ احتلالها العام 1967، وبعد حقبة الخلافات الفلسطينية- الكويتية الناتجة عن تأييد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للغزو العراقي للكويت عام 1990 في ظل حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وشهدت العلاقات الكويتية الفلسطينية قطيعة منذ العام 1990 وتمّ إغلاق السفارة الفلسطينية قبل أنّ يتمّ إاعادة افتتاحها قبل عام تقريبًا بعد عدة زيارات للرئيس الفلسطيني محمود عباس للكويت بهدف تحسين العلاقات ما بين البلدية وإعادة افتتاح السفارة الفلسطينية التي أغلقت.
وكان عباس افتتح العام الماضي سفارة فلسطين في الكويت بعد 22 عامًا من إغلاقها ورفع علم فلسطين على مبنى السفارة.
وأكد عباس في حينه إنّ هذه اللحظة تاريخية في العلاقات الفلسطينية الكويتية التي تضرب بجذورها إلى عقود طويلة من التاريخ، مضيفًا: "نفتخر بموقف الكويت دائمًا وأبدًا من القضية الفلسطينية واحتضانها آلافًا مؤلفة من الشعب الفلسطيني، ولا ننسى أبدًا أنّ النضال الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح التي بدأت من هذا البلد وترعرعت في حضن حكامها وشعبها الأصيل هذه اللحظة هي امتداد لهذا التاريخ العريق".
وأكد وزير الخارجية الكويتي صبــاح الـخــالــد الصباح في حينه إنّ "افــتــتــاح الــسـفارة استمرار لعطاء طويل بين الشعبين، نستذكر بكل فخر واعتزاز مشاركة إخواننا الفلسطينيين في تنمية الكويت في كل المجالات".
ويأمل الفلسطينيون أنّ تفتح زيارة الشيخ الصباح إلى فلسطين، الأحد، صفحة جديدة في تاريخ البلدين بعد حالة من الجمود سادت العلاقات لسنوات طويلة، لتكون مقدمة للتعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين.
وصرّح وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات أنّ هذه الزيارة ستكون خاصة لفلسطين، كون العلاقات الفلسطينية الكويتية شهدت تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إعادة تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد حالة من الجمود أعقبت حرب الخليج الأولى.
وأوضح أنّ تحسن العلاقات أدى إلى فتح سفارة لفلسطين في الكويت تحظى بكل رعاية ومساندة، كذلك تأتي الزيارة لأول مرة من مسؤول كويتي كبير وهذا بحدّ ذاته إنجاز لفلسطين.
وكشف عن أنّ الزيارة سيتخللها توقيع العديد من الاتفاقيات، إحداها بين وزارتي الخارجية الفلسطينية ونظيرتها الكويتية تتعلق بالتعاون والتشاور السياسي والتنسيق المشترك في الاجتماعات العربية والإقليمية والدولية بين فلسطين والكويت، وتنعقد اللجنة مرة كل عامين في البلدين.
كما وسيتمّ توقيع اتفاقية اقامة لجنة فلسطينية كويتية مشتركة تعقد اجتماعات دوريّة، ويتمّ خلالها تشكيل لجان اقتصادية وسياسية.
ولفت إلى أنه سيتمّ بحث الدعم المادي الكويتي لفلسطين، إضافة إلى التعاون الكويتي في تسهيل دخول الفلسطينيين إلى الكويت من أجل الزيارة والعمل.
كما وسيبحث عباس مع الضيف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق لمواصلة دعم القضية الفلسطينية.