العدوان على غزة

أعلن القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موسى أبومرزوق، مساء الثلاثاء، أنَّ توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وضع خلال زيارته إلى قطاع غزة، الأحد الماضي، 5 شروط لإعادة إعمار غزة وتحسين مستوى المعيشة فيها.

وكان مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، قد زار غزة، الأحد الماضي؛ للاطلاع على "آثار ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

أوضح أبومرزوق، في تصريح عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنَّ بلير اشترط قبول حماس المصالحة الفلسطينية، وببرنامج سياسي فلسطيني قاعدته دولة فلسطينية في حدود العام 1967، والتأكيد على أنَّ حماس هي حركة فلسطينية لتحقيق أهداف فلسطينية وليست جزء من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية.

وأضاف: "وكذلك القبول بأنَّ حل الدولتين نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس مؤقتًا، وإرسال طمأنة لمصر بأنَّ الحركة ليست قاعدة للتطرف في سيناء، على أنَّ يكون هناك تفاوضًا مع الحكومة المصرية لمنع التطرف".

وفي تعقيبه على الشروط، ذكر أبومرزوق: "المصالحة الفلسطينية قد جرى إنجازها ولا أدري ما هو المطلوب؛ فنحن مع تنفيذ كل بند تم التوقيع عليه مع حركة فتح بدون استثناء، أما الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 فالمشكلة ليست عندنا ولكن عند الجانب الإسرائيلي ويجب أنَّ يوجه بلير حديثه لإسرائيل هل تقبل بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس؟ وهل يقبلون ترك المستوطنات وترك الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية المحتلة؟".

ثم تابع: "أما عن التأكيد بأنَّ حماس هي حركة فلسطينية تعمل لتحقيق الأهداف الفلسطينية، وليست جزءًا من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، فهو يقصد هنا جماعة الإخوان المسلمين العالمية، ونحن نعلم أنَّ الكثيرين يتخذون من هذه العبارة ذريعة أكثر منها حقيقة؛ لأن كل حركة إسلامية قياداتها محلية وبنت بيئتها ومشهدها السياسي وليس هناك من جامع يجمع تلك السياسات المتغايرة والمتناقضة الموجودة في الدول الموجودة فيها تلك الجماعات".

واستطرد: "الادعاء بأنَّ هناك حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، بحاجة لحقيقة تدل على هذا الافتراض مثل خطة وبرنامج وسياسات، فأين هي تلك الخطة والبرنامج والسياسات".

كما جدد تأكيد حركته على أنها حركة تحرر فلسطينية مساحة عملها المقاوم فلسطين وليس من مصلحتها ولا من برنامجها، معاداة أي طرف مهما كان الاختلاف في الأيدلوجية أو في السياسات، مؤكدًا أنَّ حماس لم تمارس أيّة عملية خارج فلسطين.

وبشأن شرط القبول بأنَّ حل الدولتين نهاية للصراع وليس شيئًا مؤقتًا، شدد القيادي في حماس على أنَّ حركته لن تقبل بأنَّ توقع على مصادرة حقوق وآمال الشعب الفلسطيني، متسائلاً لماذا لا نطالب إسرائيل بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في وطنهم، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم.

ترفض حركة حماس الاعتراف بوجود إسرائيل، لكنها تقبل بحل مؤقت للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في دولة فلسطينية على حدود العام 1967 عاصمتها مدينة القدس.

أما بشأن شرط إرسال طمأنة لمصر بأنَّ حماس ليست قاعدة للتطرف في سيناء، ذكر: "مصر بالنسبة لنا ليست مجرد دولة جارة، وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مصلحة فلسطينية مطلقة وقوتها قوة للشعب الفلسطيني، ولا أحد من بين العرب بحاجة إلى مصر على هذه الصورة، مثل الفلسطينيين، لاسيما سكان قطاع غزة، ولا يمكن أنَّ يكون القطاع مكانًا لإيذاء مصر، أو وقوع ضرر لها".

مضيفًا: "لا أحد من بين العرب بحاجة لمصر على هذه الصورة مثل الفلسطينيين، لاسيما سكان قطاع غزة، ولا يمكن أنَّ يكون القطاع مكانًا لإيذاء مصر، أو وقوع ضرر لها، ولم نهمل أي اتصال أو لم نتعامل معه بجدية ومسؤولية خاصة حينما يتعلق الأمر بأمن مصر، وقطعًا لن تكون غزة مرتعًا للتطرف أو موطنًا لأيّة حركات مصرية أو غيرها، أما العلاقة فهي بين طرفين (حماس ومصر) يجب أنَّ يقرر هذه العلاقة الطرفان، فكيف الأمر وهناك حملة إعلامية وقانونية على حماس، عبر إدعاءات بإسناد الأعمال لمتطرفة ومواجهة الجيش والشرطة لها، وجميعها افتراءات ظلمًا وعدوانًا، وليس لنا حق الدفاع عن النفس، أو حتى التواصل مع القوى السياسية لإبداء وجهة نظرنا".

كما شدد أبو مرزوق "رغم ذلك فسياستنا في حماس هي حفظ أمن مصر واستقرارها، وعدم التدخل في شئوونها الداخلية، والحفاظ على استقرار وحدتها، وهذا أمر مسلم به عند حماس ولا نقاش فيه".

وخلص نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إلى التأكيد بأنَّ الحركة هي حركة فلسطينية عربية إسلامية مقاومة، تسعى لتحقيق آمال شعبها الفلسطيني بالعودة والحرية والتحرر، وأهم أولوياتها في هذه المرحلة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

كما أكد حرص حماس على العمل بتوافق وطني لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية والقدس المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بالوسائل المتاحة كافة، والسعي لعلاقات متميزة مع كل الأشقاء لاسيما مصر.