رام الله - فلسطين اليوم
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الطفولة الفلسطينية منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية، حيث اعتقل عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة منذ اتمام احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 1967.
ووفق تقرير إحصائي صادر عن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، فقد سُجل منذ العام 2000 ولغاية اليوم نحو (12) ألف حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين، ذكورًا وإناثًا.
وتابع: إن الأرقام خطيرة، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية لم تخلُ يوما من الأطفال الفلسطينيين، وأن لا حصانة لهم في السياسة الإسرائيلية، وأن سلطات الاحتلال تُمعن في انتهاكاتها وجرائمها في تعاملها معهم. إذ تعتبرهم مشاريع 'قنابل موقوتة' مؤجلة الانفجار في وجه الاحتلال إلى حين البلوغ، فتضعهم في دائرة استهدافها، إما بالقتل أو الاعتقال، وتصعد من انتهاكاتها وجرائمها في تعاملها معهم، بهدف بث الرعب والخوف في نفوسهم، وتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم، وتأخير نموهم، والقضاء على أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية، ومن ثم التأثير على توجهاتهم بطريقة سلبية.!
وأضاف: أن هناك تزايد مضطرد في معدلات اعتقال الأطفال خلال سنوات (2010-2014)، فيما تصاعد استهداف الأطفال خلال شهر أكتوبر الماضي بشكل غير مسبوق، حيث سُجل خلاله (800) حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين بعضهم لم يتجاوز ال(14) عاما.
وأردف فروانة : أن كافة الشهادات تؤكد على أن جميع هؤلاء الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاعتقال أو الاحتجاز، وبنسبة (100%)، قد تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، أو المعاملة القاسية والمهينة، وزُج بهم في سجون ومعتقلات وأماكن احتجاز تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية.
وأشار إلى أن "المشاهد القاسية التي وثقتها عدسات الكاميرات وعرضتها وسائل الاعلام المختلفة، والتي تظهر بشاعة الاحتلال في التعامل مع الأطفال، انما هي غيض من فيض، وأن جرائم أبشع منها مرات عدة قد حدثت ولم تتمكن الكاميرات من توثيقها'، فيما نقل عن الأطفال المعتقلين شهادات مروعة تكشف فظاعة ما تعرضوا له خلال اعتقالهم من تعذيب وتنكيل وضرب دون مراعاة صغر أعمارهم وضعف بنيتهم الجسمانية، ودون مراعاة اصابة بعضهم بالأعيرة النارية كحالة الأطفال: عيسى المعطي، وجلال الشراونة، وأحمد مناصرة وغيرهم. ومن يرى ويقرأ شهادات الأطفال يُصاب بالذهول وبالصدمة من فظاعة الجرائم.
وأوضح أن الأطفال الأسرى يدفعون ثمنًا باهضًا، جراء استهدافهم واعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم، وجراء ما يتعرضون له من تعذيب ومعاملة قاسية، ما يؤثر سلبا على طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم، فيخرجون من سجونهم وهم يشعرون بكثير من الغضب والكراهية، والرغبة بالانتقام من الاحتلال.
وبيّن فروانة الى أن الاحتلال لم يراع براءة طفولتهم أو ضعف بنيتهم الجسمانية، ولم تلب سلطات الاحتلال احتياجاتهم، ولم تحترم الاتفاقيات الدولية في تعاملها معهم، ولم تقدم العلاج للمصابين والجرحى والمرضى منهم، ولم تمنحهم ادارة السجون يوما حقهم في التعليم الأساسي، وغير ذلك من حقوق؛ الأمر الذي يعكس مدى التدهور الأخلاقي، وانعدام القيم لدى الاحتلال في تعامله مع الأطفال الفلسطينيين، في تحدي صارخ مع أبسط قواعد القانون الدولي.
ودعا جميع المؤسسات التي تُعنى بالأسرى وحقوق الإنسان والأطفال ووسائل الاعلام المختلفة الى توثيق كافة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها سلطات الاحتلال وأجهزتها الأمنية المختلفة بحق الأطفال الفلسطينيين من اعتقالات تعسفية وتعذيب وحرمان ومحاكمات جائرة وفرض غرامات باهظة وحبس منزلي وتنكيل بالجرحى والمصابين منهم، واستخدام بعضهم كدروع بشرية، واستثمارها وتوظيفها بشكل جيد في حشد الرأي العام و التأثير على المجتمع الدولي وملاحقة اسرائيل على جرائمها في المحاكم الدولية.