غزة – محمد حبيب
حذر الأمين العام لـ"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، من خطوات باتجاه انفصال ذاتي بين قطاع غزة والضفة الغربية، "إذا ما استمرت الأوضاع الإنسانية كما هي عليها حاليًا"، مشيرًا إلى أنَّ" ما يجري بغزة يعمق مشكلة الانقسام".
وكشف مجدلاني، خلال تصريح صحافي الجمعة، عن وجود مخاوف جدية اتجاه الانفصال بين غزة والضفة، قائلًا "أخشى أن تتحول معاناة شعبنا اتجاه خلق مناخ اجتماعي يستغل ويوظف سياسيًا، اتجاه قاعدة الانفصال".
وأوضح أنَّ الجميع يدرك أنَّ الأوضاع في قطاع غزة تنذر بمؤشرات خطيرة نحو الانفجار نتيجة تعثر ملف المصالحة وملف الإعمار وعمل حكومة الوفاق، مبينًا أنهم لا يريدون أن تكون الخلافات السياسية الداخلية، خصوصًا حول المعابر سبب في تأخير وإعاقة الإعمار.
ونفى مجدلاني حدوث أي تقدم على صعيد زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة، بغرض استكمال ما جرى التوافق عليه بملف المصالحة خلال الزيارة الأولى، مضيفًا "لا يوجد تقدم على الإطلاق بفعل عدم توفير المناخ والبيئة المناسبة لذهاب الوفد إلى قطاع غزة".
وكانت منظمة التحرير، قررت الشهر الماضي، البدء بالاتصال مع حركة "حماس"؛ لترتيب زيارة وفد من فصائلها إلى غزة× لبحث تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع في 23 نيسان/ إبريل من العام الماضي، وتشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني في الثاني من حزيران/ يونيو من العام نفسه.
وأضاف مجدلاني "كان من المفترض أن يعقد لقاء تمهيدي في العاصمة المصرية القاهرة بين مسؤول ملف المصالحة في حركة "فتح" عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" وموسى أبو مرزوق؛ لكنه لم يتم لأسباب يعرفها الجميع".
وأكد أنَّ عدم إجراء اللقاء بين أبو مرزوق والأحمد لا يعني أنَّ الجهود ستتوقف، قائلًا بلغة التأكيد "على العكس نحن حريصون أن تتم هذه الزيارة بأسرع وقت ممكن، لأننا ندرك تمامًا أنَّ أوضاع الفلسطينيين لا تحتمل المزيد جراء الظروف الصعبة".
وتابع "الأوضاع تحتاج إلى جهد وطني من قبل جميع الفصائل الفلسطينية من أجل تذليل كل العقبات أمام زيارة الوفد ومسيرة المصالحة وتمكين الحكومة وإعادة الإعمار، ومعالجة كل القضايا".
وشدَّد مجدلاني على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على الحزبية، موضحًا أنَّ "أوضاع الفلسطينيين الصعبة تدعو إلى ضرورة الوحدة"، مؤكدًا أنَّ "الإرادة السياسية موجودة لدى الطرفين إذا ما ابتعدوا عن وضع شروط مسبقة".
واستدرك "نحن ليس لدينا شروط مسبقة ولا نقبل أيضًا شروط مسبقة من أي أحد"، مطالبًا بأن يكون اللقاء المرتقب لإتمام المصالحة فصائلي معللًا ذلك بأنَّ التجربة أثبت أنَّ اللقاءات الثنائية بين "حماس" و"فتح")لا تجدي، "ونحن لا نقف مع طرف أمام الأخر وهدفنا إنهاء الانقسام".