الأسير محمد علان

يصر الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ 56 يومًا، على مواصلة إضرابه حتى إنهاء اعتقاله الإداري، ضاربًا في عرض الحائط إبلاغ السلطات "الإسرائيلية" محاميه جميل الخطيب أنها ستبدأ تغذيته قسرًا.

وكان علان (30 عامًا)، محامٍ، اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، حين تم تمديد الاعتقال الإداري له مرتين لتهمة الانتماء إلى حركة "الجهاد الإسلامي"، وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان رسمس لها، السبت، أنّ السلطات "الإسرائيلية" أبلغت رسميًا، الجمعة، محامي علان، نيتها المباشرة في تنفيذ قرار تغذيته قسرًا لكسر إضرابه احتجاجًا على اعتقاله الإداري.

وأضافت الهيئة، أنّ علان رد بإبلاغ المحامي الذي زاره، السبت، في مستشفى "سوركا"، أنّه مصمم على الإضراب بالرغم من تهديدات السجانين تغذيته قسريًا، وأشارت إلى أنّ جهودًا تبذل من المحامين والقيادة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية؛ لمنع تطبيق القانون القاتل على الأسير علان، محذرة من تعرضه إلى مضاعفات صحية تهدد حياته.
وكان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أقر أخيرًا، قانونًا حكوميًا ينص على تغذية الأسرى المضربين عن الطعام قسريًا، علمًا أنّ ثلاثة أسرى فلسطينيين قضوا لدى تعرضهم إلى إطعام قسري من السجانين في إضراب في السجون "الإسرائيلية" عام 1980.

وأبرز المحامي، في تصريح صحافي، أنّ علان في وضع صعب للغاية، وجسمه بدأ يرفض المياه، ولا يقوى على الحركة لذلك تم نقله إلى غرفة العناية المركزة، مردفًا: "أبلغتني النيابة العامة "الإسرائيلية"، أنّ لديها نية اجباره على الطعام، ما أبلغته للمعتقل علان، ولم يبد أي اهتمام، ومصر على مواصلة إضرابه"، مبرزًا أنّ "إسرائيل" لن تبادر بعملية التغذية القسرية إلا بعد الحصول على قرار محكمة، موضحًا أنّ هذا الموضوع سيبحث مع المحكمة، الأحد.
وشددت الهيئة القيادية لأسرى حركة "الجهاد الإسلامي" في سجون الاحتلال، على أنها ستتخذ خطوات تصعيد غير مسبوقة إذا ما أقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني على تنفيذ قانون التغذية القسرية في حق علان، معتبرة أن ذلك في مثابة قرار إعدامه، وقالت في رسالة وصلت إلى مؤسسة "مهجة القدس"، أنّ رد أسرى الحركة سيكون ما تراه الإدارة لا ما تسمعه.
وأبدت مؤسسات فلسطينية رسمية وأهلية وتنظيمات القلق البالغ من إمكان اجبار الأسرى على التغذية رغمًا عنهم، وقال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد إن الكنيست أقر قانون الإطعام القسري للمضربين عن الطعام في سجونها، وهذا ما يهدد حياة الأسير علان.

ودعا نادي الأسير إلى تظاهرات شعبية تضامنية مع علان، في إشارة إلى تفاقم حالته الصحية، والتهديد "الإسرائيلي" لاستخدام الإطعام القسري، وأضاف أنّ فلسطينيين استشهدا نتيجة الإطعام القسري في الثمانينات، وثالث توفي بعد أعوام نتيجة مضاعفات استخدام الإطعام القسري معه.
وذكرت الناطقة باسم نادي الأسير أماني سراحنة، أنّ 120 أسيرًا بدؤوا إضرابًا عن الطعام منذ أربعة أيام، في سجن نفحة لأسباب تخص الوضع المعيشي هناك.
ودعا الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، في بيان صحافي، الأطراف الدولية إلى التدخل لوقف عبث الاحتلال تجاه المعتقلين الفلسطينيين والخروج عن حالة الصمت تجاه الجرائم "الإسرائيلية" ضد الإنسانية، واعتبر إعلان الاحتلال نيته تنفيذ قرار التغذية القسرية ضد الأسير علان تصعيدًا خطيرًا ضد المعتقلين الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر، وحذر من الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة، محملًا "إسرائيل" المسؤولية عن كل التداعيات المترتبة عليها.