رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

شرعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بحملة دبلوماسية تحريضية عالميّة، ضد تركيا وقطر، بوصفهما "دولًا داعمة للإرهاب"، وذلك بذريعة تقديمهما الدعم لحركة "حماس"، والسماح لقادة الحركة بالإقامة على أراضيهما.

وأكّدت مصادر إسرائيلية، الثلاثاء، أنّ "الحملة جاءت بمصادقة حكومة بنيامين نتنياهو عليها، مع التركيز على استهداف تركيا ورفع الصوت الإسرائيلي في وجهها بعد أن ظل خافتًا، في الأعوام الماضية"، على حد قول المصادر.

وتستعمل إسرائيل في حملتها ضد الدولتين لوبياتها وأبواقها الإعلامية في العالم، مرتكزة على الاتهامات التي سبق أن وجهها نتنياهو لقطر، وهي "دعم الإرهاب وتمويل الجماعات الإرهابية ودعم وتمويل حماس".

 وفي إطار حملة التحريض، التي تساهم فيها سفارات إسرائيل على مستوى العالم، شن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون، مساء الاثنين، هجومًا قويًا ضد بعض الدول الغربية، التي قال "إنها لم تقم بعمل ما رآه كاف من أجل محاربة الإرهاب"، مشددًا على أنَّ "تلك الدول تدعو لتشكيل لجان تحقيق ضد قادة الجيش الإسرائيلي، عوضًا عن محاربة الإرهاب".

وأضاف يعالون، في كلمة له أمام مؤتمر معهد السياسات لمكافحة الإرهاب في هرتسيليا، أنَّ "حماس تقوم باستغلال مهاجمة تلك الدول الغربية لإسرائيل، أهكذا يريدون الحرب ضد الإرهاب، أصبحنا في عالم ليس حرًا في مواجهة الإرهاب".

وانتقد يعالون كل من تركيا وقطر، واللتان بحسب يعالون قامتا في الأعوام الأخيرة بدعم حركة "حماس" في قطاع غزة، مدّعيًا أنَّ "حركة حماس في عزلة دولية، لكن تلك الدولتين تقدمان لها كل الدعم المالي والسياسي".

وأشار يعالون إلى أنَّ "كلًا من تركيا وقطر عضوان في الأمم المتحدة، كما أنَّ تركيا عضو في حلف الناتو، وهذا أمر خطير جدًا أن تكون دول أعضاء في منظمات دولية وفي الوقت نفسه، داعمة لجماعات ومنظمات إرهابية"، على حد تعبيره.

وأكّد أنه "في أعقاب عملية 11 أيلول/سبتمبر عام 2002 في نيويورك، اتخذت الحكومة الإسرائيلية آنذاك قرارًا بمحاربة الإرهاب جديًا، إلا أن القارة الأوروبية لم تتخذ خطوات مشابهة بعد، معربًا عن أمله ألا تنتظر عمليات صعبة ضدها حتى تقوم بهذا".

وفي شأن ما يقوم به تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، أوضح يعالون أنّه "خلال عملية تنظيم صحيحة لدول العالم الحر، يمكن وقف الدولة الإسلامية، وحتى هزيمة تلك الموجة القوية التي تنتشر في العراق".

وبيّنت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنَّ "ما قصده يعالون في خطابه تلك الدول التي تتحدث ضد الإرهاب، ولكنها بالفعل لم تقم بتحريك ساكن في هذا الشأن، ولم تعمل ضد الدول الداعمة للإرهاب"، مشيرة إلى أن "العالم الحر يعاني من المنظمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب".

وأوضحت الصحيفة أنه "على سبيل المثال فإن إيران تدعم الإرهاب ليس من أجل محاربتنا بل توجه خلايا ومجموعات مسلحة في أفغانستان وحتى محاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، كما أن لها عمليات مسلحة في أسيا وأفريقيا".