الأمير البريطاني ويليام

عدت السلطة الفلسطينية زيارة الأمير البريطاني ويليام المرتقبة للمنطقة، بمثابة اعتذار غير مباشر عن وعد بلفور.

وقال مانويل حساسيان، سفير فلسطين لدى بريطانيا، إنه «بغض النظر عما تفعله الحكومة البريطانية، فإن هذه الزيارة سياسية، ونحن نهتم بتأثيرها، وبما قد يفعله الأمير وبالرسالة التي يريد توصيلها». وأضاف: «أعتقد أنها زيارة تاريخية ورمزية من قبل العائلة المالكة البريطانية للأراضي المحتلة، وانعكاس لفكرة أن فلسطين دولة شرعية، واعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني». وتابع: «هذه الزيارة تعترف بأن فلسطين وشعبها موجودون ولديهم حق تقرير المصير».

كذلك صدر ترحيب موازٍ من إسرائيل بزيارة الأمير ويليام. وقال السفير الإسرائيلي في لندن مارك ريغيف إن الزيارة التاريخية تدل على متانة العلاقات بين المملكة المتحدة وإسرائيل، مؤكداً أن بريطانيا أوضحت أن هذه الزيارة لا تحمل طابعاً سياسياً.

وأثارت الزيارة جدلاً قبل أن تبدأ. وعبّر مسؤولون إسرائيليون عن انزعاجهم من برنامج زيارة الأمير ويليام إلى المنطقة بسبب أنه يتعامل مع البلدة القديمة في القدس (الشرقية) التي تحوي حائط البراق المسمى إسرائيلياً حائط المبكى، على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن بريطانيا لا تنشر تفاصيل اليوم الأخير للزيارة كي لا تثير ضجة سياسية «لأنها تنوي شمل الحائط الغربي ضمن الزيارة إلى الأراضي الفلسطينية».

ويفترض أن يصل دوق كامبردج غداً إلى إسرائيل قادماً من الأردن في زيارة وصفت بالتاريخية. وهو سيزور المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وكنيسة حنّا المعمداني، والحائط الغربي. ورفضت إسرائيل اعتبار حائط البراق جزءاً من الأراضي الفلسطينية. وقال مسؤولون إنه «خط أحمر»، وفي حال تعاملت بريطانيا مع المكان على هذا النحو: «سيكون لذلك رد فعل قاس من ناحية إسرائيل». وكتب وزير شؤون القدس زئيف الكين من حزب الليكود (يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو): «القدس الموحدة كانت عاصمة إسرائيل منذ أكثر من 3 آلاف سنة... وأي تحريف في البيان حول هذا الأمر أو خلال الجولة، لن يغير الواقع».

وسيجري الأمير ويليام محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيزور في إسرائيل نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة، ويضع عليه إكليلاً من الزهور. 

وبعد ذلك سيجري محادثات مع نتنياهو، ويلتقي بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مسكنه. 

وقال نتنياهو إن «الزيارة تاريخية، وهي الأولى من نوعها وسيستقبل هنا بحماس كبير».

وفي رام الله، سيلتقي الأمير ويليام الرئيس الفلسطيني الأربعاء المقبل، ويلتقي بلاجئين وشباب فلسطينيين. كما «سيحتفي بالثقافة والموسيقى والطعام الفلسطيني»، بحسب ما صرح المتحدث باسمه جيسون كنوف للصحافيين في مؤتمر صحافي في لندن.