غزة – علياء بدر
تفاجأ مواطنون في قطاع غزة من رفع المطاعم والفنادق "قائمة الطعام" المقدمة للزبائن، واستبدالها بقائمة بديلة تشمل فقط "مي وملح"، في خطوة مساندة من نوع جديد للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال ونظم القطاع السياحي، الثلاثاء، إضرابًا في مطاعم غزة، ابتداءً من الساعة الـ 9 صباحًا، إلى الساعة الـ 3 مساءً، بعنوان "مي وملح والتحلاية كرامة". وشرع 50 مطعمًا معروفًا في قطاع غزة، في رفع قائمة الطعام الموجودة لديها، التي تضم أصنافا كثيرة من المأكولات البحرية وأخرى عربية وغربية، واستبدالها بقائمة طعام موحدة مكتوب عليها "مي وملح"، وكتبوا بجانبها والتحلاية كرامة.
والماء والملح هو المشروب الوحيد الذي يتناوله الأسرى المضربون عن الطعام للأسبوع الثالث على التوالي، في الوقت الذي تستمر فيه الفعاليات التضامنية الإبداعية المساندة للإضراب في غزة. وردد العاملون في المطاعم العديد من الهتافات المناصرة للأسرى، مثل "مي وملح وكوباية .. والكرامة التحلاية"، "الحرية .. لأسرانا الحرية"، وارتدوا ملابس سوداء موحدة، كُتب عليها "مي وملح"، والتحلاية كرامة، وأسفل منها كُتب "القطاع السياحي متضامن مع الأسرى".
وتفاعل العديد من الزبائن مع الحملة التي استحسنوا فكرتها للتضامن مع الأسرى، وكانوا يشاركون بالحملة من خلال شرب الماء والملح، وشارك عدد من الزبائن فيديوهات وصورًا لهم على مواقع التواصل، أثناء تقديم المطاعم كأس من الماء والملح لهم، معبرين عن تضامنهم مع الأسرى وقال معتز عبدو من مطعم بالميرا "إن هذا الإضراب جاء تضامناً مع الأسرى، وكل ما يقدم للزبائن هو الماء والملح بدلاً عن وجبات الطعام"، مشيرًا إلى أن هذا الإضراب هو أقل شيء ممكن أن يقدم للأسرى المضربين في سجون الاحتلال. وأوضح وسام شلبية من مطعم وبيتزا محمد سعيد، "أن كل العاملين في المطعم متضامنين مع الأسرى، ونحن نحيي صمودهم ونقول إن فرج الله قريب بإذن الله، وهذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لهم".
وأكد المحامي عبد الحليم حمدية، أحد الزبائن الذين شربوا الماء والملح تضامناً مع الأسرى، على عدالة قضية الأسرى، ووجوب نقل معاناتهم لكل المحافل الدولية، ولابد من القيام بكل الجهود لتلبية مطالبهم البسيطة. وقال حمدية "نشد على أياديهم ومعهم قلباً وقالباً، فالأسرى شموع تحترق من أجل القضية الفلسطينية، ونأمل من الله أن ينصرهم في قضيتهم العادلة".