الاحتلال الإسرائيلي

أفاد موقع إخباري عبري، السبت، بأن تحولا دراماتيكيا طرأ على موقف الاحتلال الإسرائيلي من المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح".

وحسب النسخة العبرية لموقع "المونتور" فإن "إسرائيل" التي كانت تعمل على إحباط جهود المصالحة الفلسطينية باتت ترى فيها مصلحة كبيرة، على اعتبار أن تطبيقها يقلص فرص اندلاع مواجهة مع حركة "حماس".

وأشار الموقع، في تقرير أعده الصحافي الإسرائيلي شلومو إلدار، إلى أن المؤسسة الأمنية في "تل أبيب" تحديدا باتت ترى في المصالحة الفلسطينية تحولا يقلص خطر الانجرار لمواجهة قد تصبح ذات طابع إقليمي.

ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن نشر قوات تابعة إلى السلطة الفلسطينية على طول الحدود بين "إسرائيل" وقطاع غزة، كما تنص ورقة المقترحات المصرية سيقلص من الاحتكاكات ذات التداعيات الأمنية الخطيرة، لا سيما إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة التي أحرجت صناع القرار في "تل أبيب".

وحسب المصادر فإن قدرة "إسرائيل" على تحقيق مصالحها الأمنية في القطاع وعلى طول الحدود معه ستتحسن بشكل كبير بعد تولي السلطة الفلسطينية زمام الأمور في غزة، على اعتبار أن "تل أبيب" لا تحتاج إلى وسيط ثالث لنقل الرسائل، كما يحدث حاليا مع "حماس"، إذ إن قنوات التواصل المباشر بين قادة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية وقادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة مفتوحة.

وأعاد الموقع للأذهان حقيقة أنه على الرغم من التوتر الكبير بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" في أعقاب قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة فإن التعاون الأمني بين الجانبين يتواصل كالمعتاد.

وأوضح الموقع أن المؤسسة الأمنية تراهن على إسهام تطبيق المصالحة الفلسطينية في تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، مما يقلص خطر انفجار الأوضاع الأمنية هناك والانجرار بالتالي إلى مواجهة شاملة.

وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يرفض بإصرار التعامل مع أي حكومة "وحدة وطنية" فلسطينية تشكل في أعقاب التوصل لاتفاق المصالحة.
ونقل الموقع عن مسؤول أمني كبير في السلطة الفلسطينية قوله، إنّ مصر التي تتوسط بين حركتي "فتح" و"حماس" تضع "إسرائيل" في صورة المقترحات التي تقدمها لتقريب وجهات النظر بين الحركتين، وإنها لا تقدم أي اقتراح إلا بعد الحصول على موافقة "تل أبيب" عليه.

وحسب المصدر فإن فرص تحقق المصالحة لم تكن أفضل مما هي عليه الآن، مبيناً أن الطرفين قريبان للتوافق على ورقة المقترحات التي قدمتها المخابرات العامة المصرية، وأشار الموقع إلى أن تحولا واضحا طرأ على موقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بات أكثر اقتناعا بتحقيق المصالحة الفلسطينية، لا سيما في ظل الضغوط التي يتعرض لها من العديد من الأطراف الدولية والإقليمية.