نابلس -فلسطين اليوم
يسكن يعقوب في مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي قرى جنوب نابلس، لا يألو جهدا في أن يغتنم أي فرصة لينشر الخراب والرعب والقتل في شوارع القرى الجنوبية للمدينة، ولا سيما مادما التي نالها نصيب كبير من تلك الجرائم التي تؤرق سكان القرية والقرى المجاورة .
وشهدت بلدة مادما في الأيام الأخيرة اعتداءات متكررة مصدرها يعقوب الذي يتولى أمن وحراسة مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي القرية، ودأب على اقتحام القرية في شكل مستفز مستخدما سلاحه الشخصي في ترويع المواطنين وتهديد حياتهم، ومستعينا بجيش الاحتلال الذي يسارع لتوفير الحماية له عقب كل اعتداء يرتكبه.
وبحسب رئيس المجلس القروي في مادما إيهاب قط، فإن يعقوب يقف وراء أغلب الممارسات الإجرامية التي ينفذها المستوطنون في بلدة مادما عدا عن القرى الأخرى، وفي طليعتها سرقة مياه نبع الشعرة التي تقع على أطراف القرية، هذا بالإضافة إلى شق العديد من الطرق على جبل سلمان الفارسي الذي تعلوه مستوطنة يتسهار حيث كان آخرها قبل أسابيع تم شق طريق في أراضي المواطنين في منقطة القعدات في الجهة الجنوبية.
ويرى قط خلال حديثه للمركز الفلسطيني للإعلام بأن يعقوب ومن خلفه مجموعات المستوطنين عمدوا إلى افتتاح هذا الطريق بحراسة من الجيش تسهيلا لوصولهم إلى منازل القربة وأراضي المواطنين لأجل تنفيذ اعتداءات، وبعد فتح هذه الطريق أصبح أمن "يعقوب" يوميا يدخل أراضي المواطنين ويصل إلى حدود القرية مستدرجا الشباب لمواجهات في المنطقة. وأشار إلى أنه وقبل حوالي أسبوعين تم مصادرة أراضي للمواطنين ووضع الأسلاك الشائكة عليها بحراسة جيش الاحتلال وحارس المستوطنة يعقوب الذي بات الآمر والناهي في المنطقة.
وكشف أهالي القرية عن بعض الممارسات التي يقوم بها يعقوب من أجل بث الرعب والخوف ولإيقاع الضرر على سكان القرية؛ حيث يعمد ليلا إلى إصدار أصوات تحمل معنى النجدة وطلب المساعدة على أنها من سكان القرية كي يجبر المواطنين على الهبة لتقديم المساعدة ومن ثم يوم باستدراجهم والإيقاع بهم والاعتداء عليهم بمساعدة جنود الاحتلال الذين في الغالب يكونون بجانبه وتحت أمره.
ولم يكتف يعقوب ببث الرعب والخراب والحقد على أطراف القرية، بل إنه دأب في الأيام الأخيرة إلى انتهاج أسلوب جديد يحمل معاني الاستهتار بمشاعر وقوة أهالي القرية؛ حيث عمد إلى اقتحام القرية بسيارته الخاصة والسير بدخلها كما حصل قبل يومين، الأمر الذي اضطر المواطنين إلى مهاجمته وتحطيم زجاج سيارته قبل أن تتدخل قوات الاحتلال التي هبت لإخراجه من القرية.
ووصل الأمر بيعقوب وبالتعاون مع جيش الاحتلال بأن يقوموا بتنسيق الجهود فيما بينهم للإيقاع بالمواطنين وتنسيق خطواتهم كما حصل قبل أيام، حيث تواجدوا على أطراف القرية الجنوبية وعمد يعقوب إلى استفزاز المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، فما كان من جنود الاحتلال الذين يكمنون بالقرب من المكان إلا بالانقضاض على أحد الأطفال واعتقاله بعد الاعتداء عليه بالضرب.