رام الله -ناصر الأسعد
اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، الإثنين، المنطقة الأثرية في بلدة "سبسطية" شمال غربي مدينة نابلس، تحت حماية أمنية مشدّدة من قوات عسكرية إسرائيلية.
وقال رئيس بلدية "سبسطية"، محمد عازم إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وأغلقت المنطقة الأثرية فيها، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب قبل أن تفرض عليها طوقًا عسكريًّا، لتأمين الحماية لنحو 100 مستوطن أجروا زيارات للمنطقة، وأدوا طقوسًا تلمودية في المكان.
وأضاف رئيس البلدية أن اقتحام البلدة تخلله مواجهات مع طلبة المدارس، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز من دون أن يُبلغ عن إصابات.
وأشار في حديث لـ"قدس برس" أن الاحتلال يستهدف المنطقة الأثرية بشكل مستمر، ويرفض السماح بإجراء أي ترميمات فيها، بزعم وقوعها في منطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وفقًا لاتفاقية أوسلو، بالإضافة لعمليات الهدم بزعم البناء من دون ترخيص.
وتقع سبسطية على بعد 12 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، ويوجد فيها جامع النبي يحيى، كما تُعدّ ذات تاريخ عريق وحضارة زاهرة امتدت لأكثر من 3000 عام، وأطلق عليها المؤرخون لقب عاصمة الرومان في فلسطين.
و تتضمن معالم البلدة عددًا من المواقع الأثرية؛ منها ساحة البيادر "البازليكا الرومانية"، معبد أغسطس، وكنيسة الراس التي قطع فيها رأس يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) والذي يعود بناؤها للمدّة البيزنطية.
وتعدّ البلدة أكبر موقع أثري في فلسطين، ولها مكانة دينية خاصة و يشدّد مختصون في علم الآثار أنه بالرغم من ادعاء الاحتلال وجود جذوره في هذه القرية منذ ثلاثة آلاف عام، إلا أن الكنعانيين كانوا قبل هذا التاريخ، وأقاموا فيها حضارتهم قبل أربعة آلاف عام، لتتعاقب بعد ذلك الحضارات المختلفة، آخرها الرومان والعثمانيين، الذين لا تزال آثارهم شاهدة على هذا التاريخ حتى اليوم.
وتؤكد مؤسسات فلسطينية معنية بمناهضة الاستيطان أن مسلسل التهويد الإسرائيلي يطال بلدة "سبسطية" بعد مدينتي القدس والخليل، "ما يدعو إلى دق ناقوس الخطر كي لا يتم تشويه تاريخ المكان وحجارته".
ويسعى سكان بلدة سبسطية إلى وضعها على خريطة السياحة العالمية، بعدّها واحدة من المواقع الأثرية المهمة، لضمان حمايتها من المحاولات الإسرائيلية للسيطرة عليها.