اقتحام منطقة "قبر يوسف" شرقي مدينة نابلس

مع ساعات فجر اليوم الأربعاء، أقدمت كتيبة عسكرية كاملة تابعة للجيش الإسرائيلي على اقتحام منطقة "قبر يوسف" شرقي مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، مشيا على الأقدام، وذلك لأول مرة منذ 18 عاما وأفاد بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن العشرات من عناصر كتيبة "غوكار" التابعة لـ "لواء شمال الضفة" في الجيش، وصلوا فجر اليوم إلى "قبر يوسف" في قلب مدينة نابلس، مشياً على الأقدام، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع "انتفاضة القدس" عام 2000.

وقالت مصادر إن القوات الإسرائيلية المتمركزة في النقطة العسكرية المُقامة على جبل "جرزيم" والمطلة على "قبر يوسف" شرعت بإطلاق النار لتأمين الحماية للقوة المقتحمة. فيما أشارت مصادر فلسطينية مطلعة تحدّثت إليها "قدس برس"، إلى تخوفات محلية من إعادة الاحتلال السيطرة على القبر التاريخي، خاصة بعد قيامه بأعمال ترميم في المكان خلال الفترة الأخيرة

ويعتبر القبر الأثري نقطة أحداث وتوترات ساخنة؛ حيث شهد مواجهات مسلحة خلال الانتفاضتين الاولى والثانية، تخللها مقتل تسعة جنود على الأقل عام 1996، خلال ما عُرف بـ"انتفاضة النفق"، كما قتل جندي إسرائيلي بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، قبل أن يضطر جيش الاحتلال لمغادرة المقام الذي استمرت السيطرة الإسرائيلية عليه حتى بعد قدوم السلطة الفلسطينية لمدينة نابلس عام 1995.

ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر "قبر يوسف"، والذي كان في السابق مسجدًا إسلاميًا، وفيه ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات، من بلدة "بلاطة"، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودي مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967. كما يشكّل المقام الذي يقع شرقي مدينة نابلس، بؤرة توتّر في المنطقة، على ضوء التواجد المستمر للمستوطنين وقوات الاحتلال في المكان، وما يتعرض له سكان الأحياء المجاورة للمقام من مضايقات واستفزازات باستمرار.