اقتحم نحو 60 مستوطنًا المسجد الأقصى، صباح الخميس، من باب المغاربة، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، تزامنًا مع حلول ما يسمى بعيد "العرش - المظلة" العبري. وفتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة في الساعة السابعة والنصف صباحًا، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المتطرفين، وسط حالة من التوتر في صفوف المصلين.

وتلقى المستوطنون شرحًا عن الهيكل المزعوم ومعالمه خلال الاقتحام، كما أدى بعضهم صلوات وطقوسًا تلمودية عند باب الرحمة، شرق الأقصى، فيما استمرت مجموعات المستوطنين في اقتحام المسجد. ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها بكثافة داخل المسجد وعند أبوابه، وشددت من إجراءاتها الأمنية على الأبواب، واحتجزت الهويات الشخصية للمصلين الوافدين للأقصى، وفتشت بعض الشباب. ومن جهة أخرى، توافد عشرات المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل، منذ ساعات الصباح الباكر، على المسجد، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، مطلقين التكبيرات رفضًا لتلك الاقتحامات.

وعززت القوات الخاصة وحرس الحدود من انتشارها في البلدة القديمة، في القدس، وعند مداخلها وأبوابها، خاصة أبواب العامود والساهرة والأسباط، وسيرت دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في البلدة وشوارع المدينة. ونصبت الشرطة عشرات الحواجز العسكرية على مداخل مدينة القدس، وتحديدًا في البلدة القديمة، وأغلقت محور طريق دخول السيارات إلى البلدة من باب الخليل، باستثناء قاطني البلدة، بالإضافة إلى إغلاق العديد من الطرق والشوارع في المدينة، وخاصة محيط منطقة حائط البراق. وأعلنت شرطة الاحتلال، في وقت سابق، عن انتهاء استعداداتها والترتيبات والتجهيزات الخاصة بالخطة الأمنية والمرورية في مدينة القدس خلال عيد "العرش". وذكرت أن الخطة ستشمل وضع حواجز شرطية متنقلة وأخرى ثابثة على مداخل بلدات مختلفة، وفي الأماكن المكتظة والحساسة وأماكن الاحتكاك، وقرب المناطق الحدودية وخطوط التماس، وفي محيط المتنزهات العمومية والحدائق العامة.

من جهتها، ناشدت هيئات القدس الإسلامية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، المواطنين ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس بشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، الوجود المبكر والمكثف فيه، بدءًا من صباح الخميس، بهدف إحباط مخططات المستوطنين لاستباحته. وتستعد مجموعات من المستوطنين إلى تنظيم مسيرة استفزازية في البلدة القديمة، في اتجاه سوق القطانين، وسط وجود مكثف لقوات الاحتلال التي طلبت من تجار السوق عدم فتح محالهم التجارية، تحسبًا من احتكاكات واعتداءات المستوطنين.