غزة - فلسطين اليوم
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فتى وأصاب آخر، فجر الخميس، بعد أن أطلق قذائف مدفعية تجاههما إلى الشرق من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في تزامن مع استعدادات فلسطينية واسعة لمسيرات جماهيرية حاشدة، الجمعة، على حدود القطاع ومناطق التماس في الضفة الغربية، رفضًا لما يعرف بصفقة القرن.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الفتى عبد الفتاح أبو العزوم (16 عاما) توفي بعد ساعات قليلة من إصابته بشظايا قذيفة مدفعية في الرأس، وإن حالة المصاب الآخر متوسطة. وسبق ذلك بساعات قليلة، إصابة 4 فتية آخرين في المنطقة عينها. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم إحباط عمليتي تسلل في وقتين مختلفين عند حدود جنوب القطاع، بإطلاق النار على الأشخاص الذين حاولوا التسلل، وادعى العثور على قنابل مولوتوف قرب الجدار الأمني.
ويشهد قطاع غزة توترًا أمنيًا محدودًا مع استمرار الغارات الإسرائيلية تجاه مطلقي الطائرات الورقية. فيما ردت فصائل فلسطينية مسلحة، بينها حركة حماس، بإطلاق صواريخ وقذائف هاون على مواقع عسكرية إسرائيلية. وتواصل لليوم الرابع والتسعين على التوالي، إشعال الحرائق في الكيبوتسات والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وأكدت مصادر إسرائيلية اندلاع بعضها في الأحراش والأراضي الزراعية، وقالت إن طواقم الإطفاء تمكنت من إخمادها والسيطرة عليها.
وتحاول إسرائيل إيجاد حل تكنولوجي وآخر عسكري للتقليل من إطلاق تلك الطائرات الورقية، دون أن تتمكن حتى الآن. وقال مصدر إسرائيلي رسمي لصحيفة "معاريف العبرية"، إن إسرائيل لا تريد أن تنجر إلى مواجهة عسكرية تدفعها إليها حماس، وستحاول العمل بانضباط في غزة، وتسعى للتخفيف من الأزمة الإنسانية فيها.
وتأتي هذه التطورات الميدانية، مع دعوات أطلقتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، للمشاركة في مسيرات حاشدة اليوم الجمعة تحمل عنوان "جمعة من غزة إلى الضفة، وحدة ومصير مشترك"، داعية سكان القطاع للاحتشاد على طول الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الهيئة على وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة أهدافه ومصيره، داعية الجماهير الفلسطينية في الضفة إلى الخروج بمسيرات حاشدة أيضا، رفضا لكل المحاولات السياسية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وللمطالبة برفع الحصار عن القطاع، ووقف إجراءات السلطة ضده. وشددت الهيئة على استمرارية المسيرات ضمن طابعها السلمي، مع العمل على رفع كلفة الاحتلال واستنزاف قدراته.
ودعت حركتا فتح وحماس منفصلتين إلى العمل على إنجاز المصالحة الوطنية، وتوحيد مؤسسات الوطن، وإجراء الانتخابات، وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وصولا إلى وحدة وطنية تؤسس لشراكة حقيقية. ودعت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، إلى المشاركة الواسعة في المظاهرة والفعالية التي تنظمها بالتزامن مع مسيرات غزة، وذلك عند نقاط التماس وخاصة أمام حاجز بيت إيل العسكري عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة. وقالت إن هذه الفعالية تأتي رفضا لترويج الإدارة الأميركية لصفقة القرن ومحاولة فرضها.
وأكدت القوى في بيان لها، على استمرار الفعاليات الرافضة للسياسة الأميركية، مشيرة إلى أنه جرى التنسيق مع اللجنة القيادية لمسيرات العودة في قطاع غزة لتنظيم المسيرة، تأكيدا على وحدة الأراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسية في الضفة الغربية، بما فيها القدس.ودعت حركة فتح لإطلاق سلسلة من المسيرات الرافضة لصفقة القرن، ونظمت مسيرة حاشدة أمس الخميس، في مدينة سلفيت بالضفة تنديدا بالصفقة ودعما للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتأكيدا على الوحدة الوطنية.