رام الله-فلسطين اليوم
وقع مزيد من الاشتباكات بين فلسطينيين محتجين - بعضهم يرتدى زي بابا نويل - وقوات أمن إسرائيلية، في عدد من المدن، وخاصة في بيت لحم أمس، قبل يوم من بداية احتفالات عيد الميلاد في المدينة الواقعة في الضفة الغربية، في حين اتهمت السلطة الفلسطينية، إسرائيل باستخدام غازات سامة ضد المتظاهرين الفلسطينيين.
وتجمع متظاهرون يرفعون علم فلسطين أمام برج للجيش الإسرائيلي للاحتجاج على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واستخدمت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وتوجهت وزارة الصحة الفلسطينية إلى المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية بطلب «الكشف عن طبيعة الغازات التي تمعن سلطات الاحتلال في استخدامها بشكل مفرط، والتي أصابت العشرات من المواطنين والمسعفين والصحافيين بالاختناق الشديد والغثيان والتقيؤ وسرعة في نبضات القلب».
وقالت الوزارة الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت خلال قمعها للمواجهات التي تدور في الضفة الغربية وقطاع غزة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، غازا ساما مجهولا يسبب حالات إغماء بالإضافة إلى الاختناقات.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، في تصريحات للإعلام، أن الوزارة طالبت المنظمات الدولية بالكشف عن طبيعة هذا الغاز غير المعروف، وقال: «لو كنّا نعرف ما هي طبيعة هذا الغاز ما أطلقنا عليه اسم الغاز المجهول».
وطالب القدرة بقدوم طاقم خبراء علمي إلى المستشفيات الفلسطينية التي لا يزال يرقد فيها عدد من المواطنين الذين استنشقوا الغازات التي يطلقها الاحتلال على المتظاهرين.
وأضاف أن وزارة الصحة الفلسطينية قامت بتحويل عينات من هذا الغاز للفحص في مختبرات أوروبية، مؤكداً أن «هذا الأمر هو خارج قدرة وزارة الصحة»، وداعياً كل الجهات المعنية لمتابعة هذه الحالات وتتبع طبيعة الغاز الذي يتم استهداف المواطنين به والكشف عن طبيعته.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، أسامة النجار، إنه «وفقاً للمعلومات التي تصلنا فإن الإصابات التي وصلتنا في المستشفيات جراء استنشاق الغاز غريبة وهي تصلنا لأول مرة، وتعاني من أعراض تتمثل في القيء، الصداع، تراخي الأعصاب، حرقة في العين، آلام في العظام والركبة، وغيرها من الأعراض غير المعتادة.
وأضاف: يبدو أن نوعا جديدا من الغاز يستخدم في المواجهات عند الحواجز ونقاط التماس.
وقال رئيس دائرة الرصد والتوثيق في مؤسسة «الحق» في رام الله، تحسين عليان، إن استخدام أي سلاح يسبب معاناة للإنسان غير مبررة هو سلاح غير قانوني. وإن موضوع استخدام غاز مجهول «لا يزال قيد البحث في مؤسسة الحق، ونحن بحاجة إلى خبير عسكري وفحوصات من وزارة الصحة للتأكد من ذلك».
الجدير بالذكر أن المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أدت منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل، إلى مقتل 14 فلسطينياً ونحو 3500 جريح.
وقال النجار، أمس، إنه من ضمن الإصابات 400 بالرصاص الحي، بينهم 6 إصابات ما زالت في العناية المكثفة في وضع حرج.
وأعلنت وزارة الصحة، صباح أمس عن استشهاد الشاب شريف العبد شلاشل (28 عاما)، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، شرق مخيم اللاجئين جباليا في قطاع غزة.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاعتقال اليومية في مختلف أنحاء المناطق الفلسطينية.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال المرابطة عند باب القطانين، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، منعت بالقوة مجموعة من السياح الأتراك من دخول الأقصى قبل صلاة العشاء، أول من أمس الجمعة، بحجة «الزي الموحد والأعلام التركية»، وطالبتهم بخلعها.
ونقلت مصادر محلية عن شهود عيان أن الأتراك حاولوا الدخول مجدداً إلى الأقصى وهم يرتدون الملابس العادية، إلا أن القوات منعتهم مجددا، وتعمدت استفزازهم، وفي غضون ذلك اعتدت عليهم بالضرب والدفع، واعتقلت أحد الشبان الأتراك من منطقة سوق القطانين، ثم اعتقلت ثلاثة آخرون بالقرب من مركز شرطة باب السلسلة، وتستعد لمحاكمتهم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، مصلياً آخر من أوزبكستان خلال قمع المصلين في شارع الواد بمدينة القدس بالضرب والدفع.
وأفاد الفلسطينيون بأن 7 أسرى أصيبوا، مساء الجمعة، جراء اندلاع حريق في قسم العزل في مركز الاعتقال والتحقيق المعروف باسم «المسكوبية» في القدس.
وقال الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية المسؤولة عن المعتقل إن الإصابات كانت طفيفة، مضيفة أنه جرى السيطرة على الحريق.
من جهة ثانية، توقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس، إقدام الإدارة الأميركية على اتخاذ قرارات جديدة وخطيرة بشأن القدس والقضية الفلسطينية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (معا) عن هنية قوله، خلال كلمة له في مؤتمر حول القدس أمس، إن «هذه القرارات تتمثل في اعتراف أميركا بيهودية الدولة، وضم المستوطنات لإسرائيل، وإعلان شطب حق العودة للفلسطينيين».
وأضاف هنية أنه «لا يمكن أن نترك القدس أو نغادرها»، مضيفا: «مستمرون في معركة القدس حتى النهاية مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وكل ما يقوم به الاحتلال في القدس باطل وزائل، ولا يمكن للأمة أن تتنازل عن القدس.