القدس المحتله ـ فلسطين اليوم
منذ سـنوات، تعاني بلدة جيوس شرق قلقيلية من أزمة شح في المياه، بسبب استيلاء سلطات الاحتلال الاسرائيلي على مصادر مياهها، وحرمان المواطنين منها، أو حتى التصرف بالحد الأدنى من حقهم الطبيعي فيها، والذي ضمنته القوانين والاتفاقات الدولية ومنظمات حقوق الانسان.ويشتكي المواطنون في القرية من الانقطاع الدائم في المياه، ما يضطرهم بحسب المواطن سامي شماسنة لتعبئة صناديق المياه يوميا.
وتسبب استيلاء الاحتلال على مياه القرية، وحرمان مواطنيها من مد الكهرباء إليها، بأزمة لم تتوقف فقط عند شح المياه، بل بتكبد المزارعين أعباء مالية إضافية لري مزروعاتهم، خاصة لمن تقع أراضيهم داخل جدار الضم والتوسع.المواطنة نهى كمال رأت أن أزمة المياه تعرقل حياتهم المعيشية، وباتوا غير قادرين على زراعة أراضيهم وحدائقهم المنزلية والاستثمار فيها، بسبب افتقارهم للمورد الأساسي لإحيائها، فالماء أساس وجود الحياة على الأرض، وعنصر غذائي مهم لديمومتهم.
في القرية سبع آبار، منها ثلاث خارج جدار الضم التوسع العنصري، بئران تلبيان حاجة أصحابها لري مزروعاتهم، والثالثة تزود السكان بالمياه اللازمة لقضاء حاجتهم منها، والأربعة الأخرى تقع داخل الجدار، ويستولي عليها الاحتلال الاسرائيلي.وبحسب رئيس مجلس قروي جيوس محمود زعرور، فإن بئر القرية لا تلبي حاجة المواطنين البالغ عددهم 5 آلاف نسمة، فهي تضخ 75 كوبا في الساعة، أي 700 كوب يوميا، وما تحتاجه البلدة فعليا 1200 كوب يوميا، اضافة لحاجتهم لري 4 آلاف دونم زراعي، وهذا يحتاج ضخ مياه من البئر يوميا لـ15 ساعة متواصلة.
ويتابع زعرور: ربطنا بئر القرية، بالآبار الأربعة الأخرى المستولى عليها داخل الجدار، من خلال أنابيب ووصلات مائية تحت الارض، يجمعها مفتاح "صنبور" ذو أربع جهات، فإذا تعطل أحد الآبار نحصل على المياه من آخر، لكن المشكلة لم تحل، فالآبار لا تُـشغل أكثر من 8 ساعات يوميا، لكونها تعمل على وقود الديزل، ويرفض الاحتلال السماح لنا بمدها بالكهرباء لتشغيلها على مدار الساعة.
ويواصل: وبالرغم من ذلك تمكنا من الحصول على ضخ للمياه لأربع ساعات يوميا فقط، ولا تستطيع الآبار تزويدنا بأكثر من ذلك، رغم حاجة المزارعين الملحة للمياه لري مزروعاتهم. ويشير زعرور إلى أن القرية تضطر للتزود بالمياه من البلدات المجاورة لها مثل عزون وفلامية، لتلبية حاجة المواطنين.وفي السياق، يبين مدير الدائرة الفنية في مديرية زراعة قلقيلية ظافر سلحب، أن المشكلة في استيلاء الاحتلال على الآبار الأربعة، وفرضه قيودا على المزارعين في التعامل معها.
ويوضح أن الاحتلال يمنع المزارعين من صيانة آبارهم في حال تعرضها لخلل ما، بغية الاستيلاء على الأرض والمياه، وتهجير المواطنين.ويضيف، أن كل خلل بحاجة الى مختص لإصلاحه، والمختص بحاجة الى تنسيق لدخوله داخل الجدار، وإذا احتاجت بئر الى معدات وأدوات، فإن الاحتلال يماطل بالموافقة على إدخالها، وقد يتعطل البئر أسبوع أو أكثر، وهذا ما ينعكس سلبا على جودة المياه وضخها فيما بعد.
ويضيف: الآبار داخل الجدار تغذي ما يقارب ستة آلاف دونم مزروعة بأصناف متنوعة من الخضروات والفواكه، يعتمد مالكوها عليها كمصدر أساسي في حياتهم، لكن بسبب الاحتلال يضطر المزارعون الى ري مزروعاته أقل من الكمية المطلوبة.ويقول سلحب: "كان هناك الكثير من المحاولات لربط الآبار بالكهرباء، لكن الاحتلال يرفض ذلك ويماطل بالموافقة، رغم من أن أقرب بئر على القرية لا يبعد أكثر من 150 مترا ويضخ ما يقارب 100 كوب/الساعة.
المتحدث باسم المزارعين حسام محمد الجيوسي (53 عاما)، ويملك 12 دونما داخل جدار الضم والتوسع، يشير إلى أن المزارع يدفع مبلغ 120 شيقلا على ساعة المياه داخل جدار الضم والتوسع، مقارنة بـ 50 شيقلا خارجه. ويتابع: نعمل على تقليص ساعات ري المزروعات بالرغم من حاجتنا، فيكتفي المزارع بساعتين بدلا من 6 ساعات، لارتفاع ثمن ساعة المياه، وطالبنا مرارا بمد الآبار بالكهرباء لكن الاحتلال يرفض.
قد يهمك ايضا: