حيفا - فلسطين اليوم
استؤنفت عصر امس، احتجاجات الإسرائيليين من أصول أثيوبية ومتضامنين معهم، وأغلق المحتجون شوارع ومفترقات طرق مركزية. وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب مقتل الشاب سولومون تيكاه (18 عاما) بنيران أطلقها عليه ضابط شرطة في ضاحية "كريات حاييم" في حيفا، يوم الأحد.
وأغلقت الشرطة شارعا مركزيا في تل أبيب بعد احتشاد عدد كبير نسبيا من المحتجين، كما أغلق مفترق "يوكنعام"، جنوب حيفا، للقادمين من جميع الاتجاهات، كما أغلِق الشارع المركزي في خليج حيفا في كلا الاتجاهين، وتوقفت خدمة الحافلات في هذه المنطقة. وأضرم المحتجون النار في الإطارات المطاطية عند مفارق عدة طرق. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 22 متظاهرا.
وكان حشد كبير من اليهود الإسرائيليين ذوي الأصول الأثيوبية شارك في تظاهرات ضخمة مساء الاثنين، وسدوا مفارق الطرق السريعة إثر مقتل شاب أثيوبي على يد شرطي لم يكن في مهمة عمل، ووجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر هذا الحادث.
وقتل تيكاه، مساء الأحد، في بلدة "كريات حاييم" بشمال مدينة حيفا الساحلية.
وأثار مقتله غضبا في أوساط اليهود الأثيوبيين في إسرائيل الذين يقولون ان شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنهم من ذوي البشرة السوداء.
وأغلق المتظاهرون العديد من مفترقات الطرق أمام حركة السير وأشعلوا إطارات السيارات.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لفرانس برس، "إنه بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة، أصيب ثلاثة من ضباط الشرطة، وكان هناك حوالى ألف شخص عند مركز شرطة (كريات حاييم)".
وأضاف، "حاول المتظاهرون اقتحام مبنى الشرطة وألقوا الحجارة والزجاجات وأطلقوا المفرقعات النارية".
وكان المحتجون يتجمعون في مكان الحادث قبل دفنه ظهر امس.
وأظهرت لقطات تلفزيونية إطارات مشتعلة في وسط تقاطع طرق مروري.
كما ذكرت الشرطة في بيان أن المتظاهرين قاموا بإغلاق الطرق والتقاطعات الرئيسية في الشمال والجنوب.
وقال روزنفيلد، إن "الشرطة لم تلق القبض على أحد"، فيما اعتبرت وسائل الإعلام أن الشرطة تعمدت عدم تصعيد الوضع تجنبا لإثارة المشاعر بشكل إضافي.
وأضاف روزنفيلد، إن "الشرطة تحدثت مع زعماء الجالية الأثيوبية لتهدئة الخواطر".
يبلغ عدد اليهود من أصول أثيوبية في إسرائيل حوالى 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل.
ويتحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية.
ونقل الى إسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الأثيوبيين بين الثمانينيات والتسعينيات.
وتقول المجموعة اليهودية الأثيوبية، انها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.
واحتج آلاف الأثيوبيين اليهود في تظاهرة في تل أبيب في كانون الثاني بعدما قتل احد شبانهم هناك برصاص ضابط شرطة ادعى بأن الشاب توجه نحوه مسرعا وهو يحمل سكينا.
وفي حادث إطلاق النار ليل الأحد، على تيكاه، قالت الشرطة في البداية، إن الضابط رأى اقتتالا بين الشبان في مكان قريب وحاول الفصل بينهم.
وأوضح بيان الشرطة أنه "بعد أن عرف الضابط عن نفسه بدأ الشبان يلقون الحجارة عليه، وقام الشرطي بإطلاق النار بعدما شعر أن حياته في خطر".
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، "إن الشبان الآخرين وأحد المارة نفوا بان يكون الشرطي قد تعرض لهجوم".
وقال روزنفيلد، "إن ضابط الشرطة مطلق النار اخضع للإقامة الجبرية وأطلقت وزارة العدل تحقيقا في سلوك الشرطة.
في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس، ندد أمير تيكاه ابن عم القتيل بالحادث قائلا، "هذا ليس بقتل، إنها جريمة قتل".
قد يهمك أيضًا :