رئيس الوزراء محمد اشتية

عقب إعلان  رئيس الوزراء محمد اشتية،  جملة من الاجراءات والتدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، بتقييد حركة المواطنين ومنع تنقلهم بين المحافظات نهائيا، اضافة الى منع وصول أهالي القرى والمخيمات إلى مراكز المدن باستثناء الحالات المرضية والطارئة، انتشرت الأجهزة الأمنية على مداخل المدن، ضمن خطة للحد من تنقل المواطنين. رجال الأمن خط الدفاع الأول في مواجهة، والحد من انتشار فيروس كورونا، ومنذ اللحظة الأولى من إعلان حالة الطوارئ عقب تسجيل اولى حالات الاصابة بالفيروس في فلسطين، وهم يؤدون دورا مهما في محاولة لتطويق الازمة.

صباح اليوم عمدت الاجهزة الأمنية في محافظة نابلس كباقي المحافظات، على وضع الحواجز على مداخل المدينة، للحد من انتقال المواطنين الا للحالات المسموح لها حسب إعلان رئيس الوزراء، بمنع خروج جميع المواطنين من بيوتهم تطبيقا للحجر الإلزامي. يعطي احد الضابط المسؤولين عن نقطة تفتيش على المدخل الجنوبي لمدينة نابلس، تعليماته للتعامل مع المواطنين بسلاسة وود، وحسب التعليمات دون استثناء لاي منهم، الا للحالات المرخص لها، فالتهاون بهذه الامور غير مسموح.

فيما يبدي المواطنون في المحافظة ارتياحهم للخطة المقرة من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا، ويتعاونون مع رجال الأمن والتوجيهات المعلنة دون جدال أو نقاش. بعض المواطنين تطوعوا لإعداد القهوة وتقديمها لرجال الأمن، تعبيرا عن امتنانهم لدورهم. نائب محافظ نابلس عنان الاتيرة قالت "ان قوى الأمن اغلقت اربعة مداخل لمدينة نابلس، بشكل جزئي وسمحت بمرور الحالات المصرح لها، فيما جرى وضع ثلاث نقاط وهي مفتوحة مع تواجد قوى الأمن عليها وهي في شارع القدس، وطريق الباذان، وطريق دير شرف".

واضافت في تصريح لوكالة "وفا"، ان هناك "تعاونا من قبل المواطنين والتزام حوالي 90% بتطبيق قرار منع الحركة المقر من قبل الحكومة، مع تسهيل حركة بعض القطاعات المصرح لها والطارئة منها". واكدت الاتيرة ان بعض المواطنين من أصحاب الشاحنات خصوصا حاولوا خرق القرار، والتجول دون اي داع، وتم التعامل معهم وحجزهم وتوقيعهم على تعهد خطي، مشددة على اتخاذ اجراءات صارمة وعقوبات لكل من يخالف التعليمات والقرارات.

وقالت "منذ اللحظة الأولى من حالة الطوارئ اخذنا قرارا بمعاقبة من يخالف اي امر او قرار صدر عن الحكومة، وهناك عدد من المواطنين تم تحويلهم الى النيابة العامة لاتخاذ الاجراء القانوني بحقهم". واضافت "ان لجنة الطوارئ العليا تدرس امكانية التسهيل على بعض القطاعات ومن لهم التزامات خاصة في قطاع الزراعة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة والعمليات المشتركة في أجهزة الأمن، لكن مع الحفاظ على روح القرار الصادر عن الحكومة بعدم التنقل، مع اهمية الالتزام بالاجراءات والارشادات التي تدعم القطاع الصحي اولا والحفاظ على عجلة الحياة بأقل الخسائر".   

واشارت الاتيرة إلى "ان هناك  870 مواطنا في الحجر المنزلي بمحافظة نابلس، فيما وصل عدد الذين تم استقبالهم  في مركز الرصد والفرز 1300، وفحص نحو 200 عينة حتى اليوم، وهناك حالتان مصابتان جرى حجرهما في الحجر الصحي في مدينة أريحا"، مؤكدة جاهزية ثلاثة مراكز في المحافظة لأية حالة". المشهد لم يبد مختلفا، على قمة جبل جرزيم جنوبي مدينة نابلس، حيث تقطن الطائفة السامرية، الاصغر في العالم، حالة من الهدوء غير المعهودة بسبب الاجراءات الاحترازية التي دعت لها الحكومة للوقاية من فيروس كورونا، وتسمع فقط أصوات المواطنين يتحدثون من نوافذ وشرفات منازلهم.

"هذا اليوم مختلف" يقول يعقوب عبد الله. ويضيف "وكأننا نبدأ مرحلة جديدة في حياتنا، مرحلة الحفاظ على وجودنا، خصوصا وأننا ننتمي الى أصغر طائفة دينية موجودة في العالم، عددنا قليل وعلينا الانتباه والوقاية أضعاف". ويتابع "طالما طلبت من أبنائي الابتعاد عن شاشة الحاسوب والخروج من المنزل، ولكن في هذه الأيام أطالبهم بالبقاء بالمنزل تنفيذا للحجر المنزلي، وخوفا على صحتهم وصحة من حولهم."

ويؤكد عبد الله انه جرى إغلاق الكنس السامرية، بينما تمارس طقوس الصلاة داخل المنازل. عريب هارون تقول "لم آخذ الأمور في البداية على محمل الجد، لكن شيئا فشيئا ومع تفشي المرض في العالم أصبحت أخاف على عائلتي الصغيرة والكبيرة، أخشى عليهم كثيرا لذا وجب علي الالتزام". الناطق باسم وزارة الداخلية غسان نمر قال إن "الأجهزة الأمنية تتعامل مع المعطيات الخاصة بتقييد الحركة لكافة المواطنين بمهنية عالية وبأعلى درجات المسؤولية"، موضحا أنها "سهلت الحركة للقطاعات الحيوية بناءً على التصاريح الصادرة من قبل المحافظين لعدد من الشركات الحيوية وشركات الاتصالات والانترنت ولقطاعات الصحة والمؤسسات والوزارات السيادية".

وأضاف: "لا نتحدث عن إغلاق كامل بل عن مرونة لها علاقة فقط بالحالات الاضطرارية القصوى وأن لا يخرج الناس من بيوتهم إلا للضرورة، والمخابز والبقالات تعمل على مدار الساعة ولكن يجب ترتيب وقت الخروج وضبط حالة الحركة". ويشار الى إنه لم تسجّل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا في فلسطين، وأن عدد الحالات المصابة استقر عند 59 حالة، منها 17 حالة تماثلت للشفاء، و42 ما زالت تخضع للحجر الصحي، حسبما أعلنت الحكومة.

قد يهمك أيضا :  

   اشتية يؤكد أن رام الله لمست التزاما كبيرا من المواطنين بإجراءات الطوارئ

  اشتية يعلن المزيد من الإجراءات والتدابير الاحترازية المشددة لمنع تفشي "كورونا"