حرق صور ترامب في رام الله

 جسّد الفلسطينيون غضبهم من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويل "أونروا"، بالنزول إلى شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة، في تحرّك رافض لما اعتبروه "مشروع تصفية حق العودة"، وسط أنباء تفيد بعرض الإدارة الأميركية على الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين منحها قيمة مساهمات واشنطن في الوكالة، لتقدّم خدماتها بدلاً منها، بهدف إنهاء دورها.

وأحرق مشاركون في تظاهرة احتجاجية على وقف تمويل الوكالة نُظمت أمام "البيت الأميركي" في رام الله أمس، صور ترامب وموفدَيه إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات وصهره جاريد كوشنير، وصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ودعوا السلطة الفلسطينية إلى إغلاق "البيت الأميركي"، وهو مكتب ثقافي تابع للقنصيلة الأميركية في القدس، وقطع كل أشكال العلاقة مع إدارة ترامب.

وكان الرئيس محمود عباس أعلن في لقاء مع وفد من حركات السلام الإسرائيلية مطلع الأسبوع الجاري، استمرار العلاقات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة على رغم تجميد العلاقة مع الفريق السياسي لترامب.

وشارك في التظاهرة التي دعت إليها لجنة القوى الوطنية والإسلامية، ممثلون عن الفصائل والقوى المختلفة وشخصيات دينية مسيحية وإسلامية. وقال ناطق باسم المتظاهرين إن الإدارة الأميركية تعمل على فرض الحل السياسي الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية من خلال عزل قطاع غزة وتكريس الحكم الذاتي في الضفة، وتهويد القدس وأكثر من نصف مساحة الضفة الغربية.

وانتشر في موقع التظاهرة عدد من رجال الشرطة والأمن، بهدف حماية المكتب الواقع في بناية تجارية قريبة من مقر الرئاسة الفلسطينية.

وفي مدينة غزة، تظاهر عشرات أمام مقر الأمم المتحدة مندّدين بقرار ترامب الذي اعتبروه "إعلان حرب على الشعب وقضيته" و"ابتزازاً مالياً" مرفوضاً.

وأكد رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين خالد السراج، ضرورة توفير الحماية والدعم لـ"أونروا"، طارحاً خيارين لحلّ أزمتها المالية، يتمثلان بإدخالها ضمن الموازنة العامة للأمم المتحدة أو بتكفّل مجموعة من الدول بسداد مستحقاتها.

إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور أحمد مجدلاني، إن قرار واشنطن تزامن مع إعلانها الاستعداد لتحويل المبالغ التي كانت تتبرع بها إلى الوكالة، إما إلى الدول المضيفة للاجئين لتتولى تقديم خدمات "أونروا"، أو إلى بعض المنظمات الإنسانية الأخرى، شرط التخلي عن الوكالة وإنهاء دورها.

ولفت في حديث إذاعي إلى أن عرض واشنطن "الهادف إلى تصفية حق العودة والتوطين في البلدان المضيفة"، قوبل بـ"رفض القيادة والأشقاء العرب والدول المضيفة".

ونوّه إلى أن الهدف الرئيس للقيادة هو كيفية الحفاظ على "أونروا" باعتبارها "الشاهد التاريخي على النكبة"، ولفت إلى أن الرئيس عباس "سيركز في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، على القرارات الأميركية في حق الشعب الفلسطيني".