القتيل ياسين السراديح

أظهرت نتائج تشريح جثمان القتيل ياسين السراديح، 33 عاما، من مدينة أريحا شرق مدينة القدس المحتلة، أنه قُتل نتيجة إصابته بعيار ناري أسفل البطن، بعدما أطلق عليه أحد جنود الاحتلال رصاصة واحدة من مسافة صفر، قبل أن يعتدي عليه جنود آخرون بالضرب المبرح، وهو ما ينفي مزاعم الجيش الإسرائيلي أنه قُتل نتيجة تنشقه غازا مسيلا للدموع.
ووافقت سلطات الاحتلال على مشاركة طبيب فلسطيني في تشريح جثة السراديح في معهد الطب العدلي (أبوكبير) في تل أبيب، بعد اتهامات فلسطينية بقتله تعذيبا، قبل أن تُظهر كاميرات مراقبة أن أحد الجنود أطلق عليه الرصاص من قرب.
وكلّف وزير العدل الفلسطيني علي أبودياك، ورئيس نيابة أريحا، وبمتابعة من هيئة شؤون الأسرى في فلسطين، المدير الطبي في الإدارة العامة للطب الشرعي في وزارة العدل الطبيب ريان العلي المشاركة في تشريح جثة القتيل.
وأظهر التشريح وجود آثار كدمات كثيرة في الجهتين اليمنى واليسرى من فروة الرأس، والجبهة اليمنى والجانب الأيمن من الصدر، وأسفل الظهر نتيجة الضرب الشديد بأجسام صلبة.
كما تبين إصابة القتيل بعيار ناري داخل تجويف الحوض من أسفل الناحية اليمنى للبطن، ووجود تجمع كمية كبيرة من الدماء السائلة والمتجلطة في المكان، ناجمة عن تمزق في الأوعية الدموية، وكسور متفتتة في الفقرات العجزية أسفل الظهر.
وعثر الأطباء على جسم معدني مشوّه عبارة عن العيار الناري المتفتت في منطقة العجز، إضافة إلى شظايا صغيرة عدة من العيار الناري ذاته، وقرروا أن سبب الوفاة المباشر هو "صدمة نزفية ناجمة عن تمزق الأوعية الدموية في منطقة الحوض نتيجة الإصابة بعيار ناري نافذ".
وستقدم الإدارة العامة للطب الشرعي في وزارة العدل تقريرا مفصلا عن عملية الكشف الظاهري وتشريح جثة الشهيد وتوثيقه رسميا إلى وزير العدل والنيابة العامة الفلسطينية "لاتخاذ المقتضى القانوني" بالتنسيق والتشاور مع الجهات المختصة وذوي الشهيد.
يُذكر أن مصادر فلسطينية قالت إن 20 جنديا إسرائيليا انهالوا بالضرب المبرح على السراديح بعد اقتحام منزل خاله خميس حطاب وسط مدينة أريحا الخميس الماضي، وأوضحت المصادر أن الشاب اقترب من منزل خاله لاستيضاح ما يجري، فاعتقله جنود الاحتلال وانهالوا عليه بالضرب المبرح قبل إعلان مقتله بعد ساعات قليلة.​