قوات الأحتلال

أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشرقية، بعد مضايقات امتدت لأكثر من عامين، المواطن الفلسطيني إياد رمضان على هدم مصلحته التجارية، التي يستخدمها كموقف سيارات، بنفسه، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة أن البناء دون ترخيص. وفي الوقت ذاته سلمت إخطارات لهدم 15 منزلًا في القدس الشرقية.

وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، أن إياد وعددًا من أفراد عائلته، شرعوا في هدم المبنى باستخدام أدوات الهدم اليدوية، تفاديًا لدفع غرامات مالية لسلطات الاحتلال، وقال رمضان إن بلدية الاحتلال أصدرت قرارًا بهدم المبنى قبل نحو 3 أشهر، وعندما لم يتمكن من ترخيصه خلال الفترة الماضية، عادت سلطات الاحتلال لمداهمة المنشأة قبل عدة أيام، وطالبته بهدمها، وأمهلته حتى الأحد المقبل، لتنفيذ قرار الهدم، وإلا فإن آليات البلدية ستتولى عملية الهدم، وسيصبح مجبرًا على دفع التكاليف، إضافة إلى غرامات مالية تصل لـ60 ألف شيقل "الدولار يساوي 3.53 شيقل".

وأبرز المركز أن حي وادي حلوة يفتقر لمواقف السيارات، موضحًا أن بلدية الاحتلال والشرطة تحرر مخالفات عشوائية لمركبات السكان خلال ركنها أمام منازلهم، في وقت تمنع فيه المواقف على الأراضي الخاصة بالسكان. وأكدوا أن هذا العمل يندرج في إطار حملة تصعيد لتضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين حتى يتركوا القدس.

وفي إطار هذه الحملة، أقدمت قوات الاحتلال في موقع آخر من القدس الشرقية على حملة لهدم حي بأكمله في بلدة قلنديا، شمال المدينة، يضم 47 منزلًا، هدمت 12 منها خلال العام الماضي، وسلمت في هذا الأسبوع إخطارًا بهدم البقية المؤلفة من 15 منزلًا. وحضر موظفو البلدية ووزارة المالية إلى المكان الخميس، وقاموا بتصوير البناية وأخذ قياساتها، رغم امتلاك صاحبة المكان وأبناء أخيها الأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكية الأرض، وأن غالبية الأبنية أقيمت منذ عام 1962، أي قبل الاحتلال.

وأكد رائد حمد، صاحب أحد المنازل التي تلقت إنذارًا بالهدم، أن بلدة قلنديا باتت قرية منكوبة ومستهدفة، بعد أن باتت سلطات الاحتلال تقوم كل عام بمصادرة مئات الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة، كما هدمت نصف منازل القرية، وبنت جدار الضم والتوسع، وصادرت أراضي لصالح مطار قلنديا، وشوارع لخدمة المستوطنين اليهود.

وأضاف حمد موضحًا "نعيش وضعًا صعبًا جدًا، ولذلك نريد مساعدة المسؤولين الذين لا يزورون القرية إلا نادرًا، ويلتقطون الصور ويتحدثون للإعلام، ثم يغادرون ولا يفعلون أي شيء مطلقًا، رغم أن القرية باتت مهددة بترحيل كل أهلها"، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال أخطرت بهدم بعض المنازل بشكل ذاتي خلال أسبوع، وإن لم تنفذ هذه الأسر الأمر فإن جرافات الاحتلال ستقوم بهدم المنازل والمنشآت، وتغريم أصحابها ماليًا.

ويذكر أن قلنديا هي البوابة الشرقية للقدس المحتلة، وتقطنها مجموعة من حملة الهوية المقدسية، ويقع على أراضيها مطار قلنديا العسكري، وكلية طيران، وجدار الضم والتوسع، وقد صادر الاحتلال ثلثي أراضيها، فيما يسعى لمصادرة أراض أخرى لإنشاء مستوطنة جديدة.