وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي

حذر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، من المخاطر المحدقة بمدينة القدس ومستقبلها والتهديدات لتراثها الثقافي ومكانتها السياسية، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة لفلسطين مهد الاديان والتعايش في العالم جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح الجلسة الوزارية لقمة منظمة التعاون الإسلامي، التي تنعقد في مدينة اسطنبول بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للنظر في قضية القدس على خلفية اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها عاصمة لإسرائيل.

وأكد المالكي أن إعلان الإدارة الأميركية، باعتبار القدس الشريف عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأميركية إليها، أمر غير قانوني وغير مسؤول وخطير ولا يترتب عليه أي عواقب قانونية على مركزية مدينة القدس الشريف ومكانتها وشدد على أن الولايات المتحدة الأميركية، في ظل هذه الخطوة قد اصبحت غير مؤهلة للعب دور الوسيط في عملية السلام، لأنها انحازت الى الاحتلال والاستعمار وعملت على مكافأة سلطة الاحتلال على انتهاكاتها الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، رافضا هذا الإعلان ومطالبا العالم بالإدانة القاطعة والواضحة لهذه الخطوة وخص بالذكر الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لمواجهة هذا القرار وتبعاته.

ودعا المالكي الدول الاعضاء في المنظمة إلى توجيه رسالة احتجاج دبلوماسية واقتصادية قوية للولايات المتحدة الأميركية، عملا وتماشيا مع قرارات منظمة التعاون الإسلامي السابقة، ودعا إلى رفض أي اجتماع أو تعاون مع أعضاء الإدارة والكونغرس الأميركي الذين عبروا بوضوح وبشكل علني عن مشاعرهم ومواقفهم المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني وقال: يجب على الإدارة الأميركية أن تفهم أنه ما لم تتراجع عن هذا القرار غير المسؤول وغير القانوني، فإنها ستضعف مركزها وتعزل نفسها على الساحة الدولية.

وطالب الأعضاء بضمان ألا تجد الشركات الأميركية، التي تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر في إدامة الاحتلال أو تنفيذ سياساتها غير المشروعة، أبوابا مفتوحة للتعاون الاقتصادي. فهذه الشركات يجب ألا تستفيد من اقتصاداتنا وطالب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بضرورة تقديم دعمها السياسي لجهود فلسطين، سواء في مجلس الأمن او غيرها من المؤسسات الأممية، إضافة إلى ذلك الضغط على البلدان التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، أن تفعل ذلك.

وأكد أن الأمة الإسلامية لديها القوة والقدرة والإرادة للدفاع عن القدس الشريف، وأن تمنح الأجيال القادمة الأمل والدافع من خلال العمل الجماعي والإرادة السياسية، وأن تدافع عن مبادئ الإنسانية والكرامة والتعايش، وألا تضيع هذه الفرصة وألا نخذل القدس.

كما دعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن تتخذ إجراءات فورية وفعالة لدعم صمود الفلسطينيين في القدس الشريف. وتنفيذ جميع القرارات السابقة بشأن دعم القدس وابنائها من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، دول منظمة التعاون الإسلامي إلى تشجيع البلدان الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال أوغلو في هذا الخصوص: "نحن نعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وعلينا تشجيع البلدان الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ضمن الحدود المرسومة عام 1967" وأوضح أنّ منظمة التعاون الإسلامي تجتمع اليوم، من أجل القول "كفى للظلم" واعتبر أوغلو أنّ الرئيس الأميركي جرح الضمير الإنساني باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنّ الخطوة الأميركية هذه، تهدف إلى شرعنة محاولات إسرائيل لاحتلال القدس.

وقال: "يريدون من العالم الإسلامي السكوت على هذه الخطوة، لكننا لن نقف صامتين، فهذه الخطوة قضت على احتمال السلام ودمّرت أرضية العيش المشترك في فلسطين، وقرار ترامب بحكم الملغي بالنسبة لنا".

وشدّد الوزير التركي على أهمية تحقيق الوفاق الوطني والوحدة بين الفلسطينيين، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات ومواصلة كفاحهم في إطار القانون