القدس-فلسطين اليوم
عاش قطاع غزة حالاً من الهدوء الحذر، أمس الإثنين، غداة قصف مقاتلات إسرائيلية مواقع لحركة "حماس"، وكشف وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان عن تدمير نفق جنوب القطاع، فيما دخل المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، على خط التصعيد ضد حماس بعد تصريحات لكبار قادة الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائراته استهدفت فجر أمس "منشآت بنى تحتية تحت الأرض جنوب غزة رداً على إطلاق صاروخ على إسرائيل"، قبل أن يعلن ليبرمان عن تدمير "نفق إرهابيّ". وأشار في استعراض أمام أعضاء كتلة حزبه البرلمانية أمس أن ما رأيناه في الأيام العشرة الأخيرة على الجبهتين الشمالية (مع سورية) والجنوبية (مع القطاع) بما في ذلك تدمير نفق إرهابي في كرم سالم أمس، أثبت من جديد أن الجيش الإسرائيلي جاهز لأي سيناريو ومن دون سابق تحذير، وهذه رسالة طمأنة لسكان الشمال والجنوب بأن يواصلوا حياتهم العادية". لكن الوزير لم يفصح عما إذا كان النفق المستهدف هو ذاته الذي تم استهدافه قبل شهر وهو ما لم تنفِه المؤسسة الأمنية.
وكانت القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيين إثنين خلال تبادل لإطلاق النار عند الحدود بين القطاع وإسرائيل، كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية 18 موقعاً لـ"حماس" في سلسلتين من الضربات الجوية.
ودخل غرينبلات، أمس على خط التصعيد، ووجه انتقادات شديدة اللهجة إلى "حماس" وحمّلها مسؤولية انفجار العبوة الناسفة، فيما أبدى تفهمه للرد الإسرائيلي. وقال غرينبلات في تغريدة له على "تويتر": "حماس تخفي عبوة ناسفة مرتجلة لمهاجمة جنود إسرائيليين، ومرة أخرى تطلق صواريخ على إسرائيل، هذه الأعمال الجبانة لن تؤدي إلا إلى تصعيد العنف، وليس بناء المجتمع المزدهر الذي يستحقه شعب غزة"، قبل أن يرد عليه القيادي في "حماس" سامي أبو زهري عبر "تويتر" قائلاً: "تصريحات غرينبلات ضد حماس هي انعكاس لمواقف الإدارة الأميركية المتصهينة، وغرينبلات يتعامى عن أصل المشكلة، وهي وجود الاحتلال وجرائمه وفِي مقدمتها خنق غزة، وعليه أن يدرك أن غزة لن تستسلم لهذا الحصار وستعمل على كسره مهما كلّف ذلك من ثمن".
في المقابل خفّف عضو المكتب السياسي لـ"حماس" محمود الزهار، من حدة التصعيد المتبادل، ولفت إلى أن حركته "لا تريد استنزاف طاقاتها بمثل هذا التصعيد". لكنه أشار في تصريحات إلى موقع جريدة "الرسالة" الإلكتروني التابعة لـ"حماس" إن "المقاومة رغم ذلك لا تأمن شرّ الكيان ومستعدة تماماً للمواجهة والتصدي لأي تصعيد وعدوان وهي تملك الشرعية والحق في الدفاع عن شعبها".