رام الله - فلسطين اليوم
هاجمت وزارة الخارجية الفلسطينية «الانحياز الأميركي الأعمى للاحتلال والاستيطان»، في تصريح السفير الأميركي ديفيد فريدمان، حول الدولة الفلسطينية، الذي قال فيه إن «أمن إسرائيل أهم من (الدولة) ويسبق قيامها».
ووصفت الخارجية، فريدمان، بأنه سفير اليمين المتطرف والمستوطنين، يكرر عبارات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول الدولة الفلسطينية.
وقالت الخارجية «إن مواقف فريدمان ليست مفاجئة، فالسفير الأميركي، إسرائيلي يميني متطرف بامتياز، ويهودي قبل أن يكون أميركياً، ينتمي للحركة الاستيطانية التي تُنكر وجود الفلسطينيين على هذه الأرض، وتعتبرها ملكاً خاصاً للشعب اليهودي دون غيره، ليتصرف بها كما يشاء ويعمل بها ما يريد، ويقوم بممارسة كافة أشكال التطهير العرقي والتهجير القسري لكل من هو ليس يهودياً حتى لو بعد حين».
وكان فريدمان وصف مصطلح حل الدولتين، بأنه «إشكالي»، قائلاً «إنه يجد صعوبة في تقبل تعبير حل الدولتين، لأنه يحمل معاني عديدة».
وأضاف فريدمان: «أعتقد أن نتنياهو عبّر عن ذلك بشكل واضح، عندما تساءل حول ماهية الدولة الفلسطينية، هل هي كوستاريكا أم اليمن؟ وهنا تبرز المئات من الأسئلة التي يتعين التعامل معها. أعتقد أنه في الظروف الصحيحة، وحينما لا تشكل الدولة الفلسطينية تهديداً لإسرائيل، تصبح أمراً يمكن التفكير فيه».
وتابع، «مواقفنا واضحة، عندما يتقاطع الحكم الذاتي الفلسطيني مع الأمن الإسرائيلي، فإننا نقف إلى جانب الأمن الإسرائيلي، وهذا موقف مختلف عما تم التعبير عنه مراراً في الماضي».
وأكد فريدمان أن نتنياهو يعرف جيداً تقديرنا العالي للمخاوف الإسرائيلية، والولايات المتحدة الأميركية لن تقدم أبداً اقتراحاً يحرم إسرائيل من حقها في الحفاظ على سيطرتها الأمنية.
ووصفت الخارجية آراء فريدمان بالعنصرية. وقالت «إن التفكير العنصري لا يصدر إلا عن أمثال فريدمان من أعداء الإنسانية، الذين ينتمون إلى ثقافة الكراهية والعنصرية والحقد الأعمى ضد كل ما هو فلسطيني»، مضيفة أن «فريدمان يثبت مجدداً أنه وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الأميركية، ويثبت أنه أخطر مسؤول على القضية وحقوق الشعب وعلى السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».
وتابعت: «إن فريق الرئيس الأميركي ترمب، لا يكتفي بالإعلان عن مواقفه المنحازة بشكلٍ مطلق للاحتلال وسياساته، بل يتفاخر بهذا الانحياز على مرآى ومسمع من العالم، ليس فقط عبر التبني الأعمى لمواقف اليمين الحاكم في إسرائيل وسياساته، وإنما الإصرار على مزاحمة قادة الاحتلال ومسؤوليه في التصريح بالمواقف وتبني السياسات التي تنال إعجاب المتطرفين والمستوطنين في إسرائيل، وتحقق أمانيهم في تكريس الاحتلال والاستيطان والعنصرية، ومحاولة تهميش وتصفية القضية وحقوق الشعب».
وهذه ليست أول مرة تهاجم فيها السلطة، فرمديان، فقد وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أحد خطاباته، بأنه «مستوطن ابن كلب»، وهو التصريح الذي أثار جدلاً في حينه.
وفريدمان شخص غير مرغوب به في رام الله، حتى قبل قرار الرئيس ترمب حول القدس.
ورفض عباس مراراً استقبال فريدمان، عندما كان يلتقي الوسطاء الأميركيين، متهماً إياه بأنه متطرف ونصير للاستيطان ونقل السفارة إلى القدس.