القدس المحتلة - فلسطين اليوم
في خطوة فُسِّرت على أنها تعبير عن «مرض الملاحقة النفسي»، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمهاجمة الوزير السابق في حكومته، المعتزل سياسياً، غدعون ساعر، زاعماً أنه يتآمر عليه ويخطِّط مع رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، لإبعاده عن كرسي الحكم.
وقال نتنياهو إن وزيراً سابقاً (يقصد وزير التعليم السابق ساعر) «خطّط مع جهات أخرى، لكي لا أكون رئيساً للحكومة المقبلة، رغم فوزي المتوقَّع في الانتخابات. وقال: «يريدون أن أفوز في الانتخابات ثم يسرقون رئاسة الحكومة مني».
وساعر هو من قادة حزب الليكود البارزين. وقد كانت استطلاعات الرأي وما زالت، تعطيه أكبر عدد من الأصوات، بعد نتنياهو. ولكنه اعتزل السياسة لفترة، تزوَّج خلالها من مذيعة تلفزيون مشهورة، ويعمل اليوم باحثاً في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب. وقد أعلن العودة إلى الحياة السياسية ضمن حزبه الليكود، لكنه لم يُعلِن أنه يريد منافسة نتنياهو.
ومع ذلك، فإن نتنياهو ليس مرتاحاً لعودته. وقد فسر مساعدو نتنياهو اتهاماته له، بالقول إن «ساعر ينوي العودة إلى الحياة السياسية ليدخل الكنيست. وبعد أن يحقق نتنياهو الفوز لليكود، سيقرر رئيس الدولة رؤوبين رفلين، الامتناع عن تكليفه بتشكيل الحكومة، بدعوى أنه متهم بقضايا فساد. وسيكلف غدعون ساعر بالمهمة. فالقانون يتيح له ذلك. وساعر بدأ في تشكيل لوبي من نواب الليكود وأحزاب أخرى في الائتلاف، يؤيدون خطوة كهذه».
وقد رفض ساعر ورفلين هذه الاتهامات، واعتبراها «تعبيراً عن مرض الملاحقة النفسي». وقالوا إن نتنياهو يثير هذه الضجة المفتعلة، لكي يجبر رفاقه في الليكود على تأييد مشروع قانون جديد، يقيد رئيس الدولة في اختيار من يكلفه لتشكيل الحكومة الجديدة. وبالفعل، فقد بدأ النائب ديفيد امسالم، المقرب من نتنياهو الإعداد لقانون كهذا.
وقال مقرب من رفلين إنه «من المؤسف أن يتدهور رئيس الحكومة إلى هذا المستوى من القلق والشعور بالملاحقة. فرئيس الدولة يعمل حسب القانون، وليس من الأخلاقي أن يدخلوه في حروبهم الحزبية.
ورد ساعر قائلاً إن «اتهامات نتنياهو هي تجاوُز للخطوط الحمراء، وتُعدّ أمراً خطيراً للغاية. فأنا ساعدت نتنياهو في الانتخابات حتى وصل إلى الحكم. ولم أكن في يوم من الأيام، عدواً أو خصماً له. يؤسفني أنه محاط بثلَّة من الدساسين الذين يبثُّون السموم وينسجون المؤامرات، وأقول لكم إن هذا مضرّ بالليكود أولاً، وأنا أتحداه وأتحداهم بأن يقدموا دليلاً واحداً على أنني أتآمر عليه».
ورد مساعدو نتنياهو عليه بالقول، إن لديهم شهادات من نواب، وحتى من وزراء في الليكود وغيره من أحزاب الائتلاف الحاكم، يؤكدون جميعهم أنه تحدث معهم عن إمكانية عزل نتنياهو بعد الانتخابات.
وأما في المعارضة الإسرائيلية، فاعتبروا تصرف نتنياهو «تعبيرا عن سكرة العظمة». وقال آفي غباي، رئيس المعسكر الصهيوني المعارض: «نتنياهو لا يطيق أي محاولة ديمقراطية لمعارضته. مستعد لأن يحرق شخصية مرموقة في الليكود، ويحرق معه كل حزب الليكود؛ حزبه الذي له الفضل في إعلاء شأنه وإيصاله إلى أعلى المناصب، ومستعد لأن يحرق رئيس الدولة، الذي هو أيضاً من الليكود سابقاً، فقط لكي يحافظ على كرسيه في الحكم. لا نعرف مثل هذه الأنانية التي لا مثيل لها في السياسة الإسرائيلية».