مدينة القدس

 لم تكد تمرّ دقائق على تأكيد السفير الروسي لدى فلسطين حيدر اغانين اعتراف بلاده بـ "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين"، حتى تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنع مواصلة الحفلة التي كان يتكلم خلالها. في غضون ذلك، أفادت مصادر ديبلوماسية غربية في تصريح إلى "الحياة" بأن إسرائيل تجري اتصالات مع بريطانيا لنقل النسخة الأصلية من "وعد بلفور" من المكتبة الوطنية البريطانية إلى "متحف إسرائيل"، لتعرض فيه فترة من الوقت، في مناسبة إحياء الذكرى المئوية للوعد وذكرى مرور سبعين عاماً على تأسيس الدولة العبرية.

وداهمت الاستخبارات والقوات الإسرائيلية ليل أول من أمس، أحد فنادق القدس المحتلة، حيث كان يجرى احتفال رسمي نظمته "جمعية الصداقة الفلسطينية- الروسية" لمناسبة "اليوم الوطني لروسيا"، بحضور السفير اغانين ورئيس الجمعية نبيل شعث، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" روحي فتوح، ونائب محافظ القدس عبدالله صيام، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطاالله حنا، ورئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والدينية والديبلوماسية، وأعضاء من المجلسين التشريعي والثوري لحركة "فتح".

وسلم ضباط من استخبارات الاحتلال المسؤولين عن الحفلة أمراً يقضي بإغلاق المكان ومنع استمرارها، كما سلموا إدارة الفندق أوامر استدعاء إلى التحقيق في مركز "المسكوبية" غرب القدس، واعتقلوا ستة أشخاص، ما لبثوا أن أفرجوا عنهم في ساعات متأخرة، قبل أن يستدعوهم مجدداً للتحقيق أمس.

وكان اغانين ألقى كلمة قبل عملية الاقتحام، أكد خلالها عمق العلاقات الفلسطينية- الروسية.

وقال إن بلاده نظمت الحفلة في القدس لتأكيد أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية.

وتمت المداهمة خلال إلقاء شعث كلمته، إذ مُنع من مواصلة حديثه عن العلاقات القوية بين فلسطين وروسيا، وحصلت مشادات كلامية بين المقتحمين من جهة، والنائب العربي في الكنيست أيمن عودة والمدعوين من جهة أخرى.

وطلب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان من المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندلبليت أمس، التحقيق مع عودة بتهمة مخالفة القانون، متهماً إياه بأنه "وفّر دليلاً إضافياً على تصرفه كعدو لدولة إسرائيل" من خلال مشاركته في المناسبة.

إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ"الحياة" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توجه العام الماضي بطلب إلى نظيرته البريطانية تيريزا ماي لنقل النسخة الأصلية من "الوعد" وعرضها في متحف إسرائيل، ضمن احتفالات الدولة العبرية بهاتين المناسبتين.

وأشارت المصادر إلى أن ماي وافقت على الطلب، كاشفة عن "اتصالات تجري بين المتحف والمكتبة لنقل النسخة، لفترة محدودة".

ويُتوقع أن يثير عرض النسخة الأصلية من "الوعد" في متحف إسرائيل غضباً واسعاً بين الفلسطينيين على بريطانيا.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بريطانيا بالاعتذار عن "وعد بلفور"، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967، بسبب منحها فلسطين "وطنياً قومياً لليهود" أثناء الانتداب، واعترافها بدولة إسرائيل، كما هدد بمقاضاتها في حال عدم اعترافها بدولة فلسطين. ونظمت السفارة الفلسطينية في لندن العام الماضي، بالتعاون مع قوى وأحزاب ومؤسسات الصديقة للفلسطينيين، حملة تحت شعار: make it right أي "أصلِح وعد بلفور" من خلال الاعتراف بدولة فلسطين.