النيابة العامة في إسرائيل

أعلنت النيابة العامة في إسرائيل، عن تقديم الطالبة الجامعية الأميركية من أصل فلسطيني، لارا القاسم، إلى محكمة، اليوم، لتبتّ في مصيرها، وإن كان سيُسمح لها بدخول البلاد والدراسة في إحدى جامعاتها، أو طردها إلى الولايات المتحدة.
وقال وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، غلعاد آردان، إن المحكمة ستسأل لارا القاسم، إن كانت من أنصار أو من نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وتريد أن تسمع جوابها مباشرةً منها، وليس من محاميها أو ناطقين آخرين بلسانها. فإذا كانت من مؤيدي هذا التنظيم، فإن المحكمة ستأمر حتماً بطردها. وأضاف آردان: «حتى لو كانت ذات مرة نشيطة هناك، بإمكانها أن تعتذر وتتعهد بعدم الاستمرار في النشاط في صفوفها، وعندها فسوف نستقبلها. وأما إذا استمرت في هذا النشاط، فستقرر المحكمة طردها. فنحن لن نستقبل من يسيء إلينا».
المعروف أن لارا القاسم، وهي أميركية في الـ22 من العمر، من أصول فلسطينية. والدها من عائلة طُردت من حيفا أيام نكبة 1948، وسافر وأشقاؤه إلى الولايات المتحدة واستقروا فيها. وقبل سنوات عاد إلى حيفا كمواطن أميركي لزيارة قصيرة. وهي طالبة دراسات عليا في جامعة فلوريدا الأميركية. وقد قررت فحص إمكانية الدراسة في جامعة إسرائيلية. ولهذه الغاية قدمت طلباً للحصول على تأشيرة دخول من القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وتم منحها تأشيرة. وقَدمت لارا إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، ولكنها فوجئت في مطار بن غوريون في تل أبيب، بتوقيفها من سلطات الأمن الإسرائيلية ومنعها من الدخول. وتم احتجازها في معتقل خاص بهذه الحالات في المطار.
وقالت القاسم، خلال التحقيق معها، إنها كانت فعلاً رئيسة سابقة لجماعة طلابية بجامعة فلوريدا، باسم «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، وهي جماعة تساند حركة المقاطعة التي يقودها فلسطينيون ومتضامنون أجانب كثيرون في العالم ضد دولة إسرائيل. وتابعت: «حالياً أنا لا أؤيد الـBDS، ولو كنت أؤيدها لما جئت لكي أكون طالبة في إسرائيل».
وهاجمت قوى المعارضة اليسارية الإسرائيلية قرار آردان احتجاز القاسم ووضع شروط عليها بالاعتذار. وقال النائب عيساوي فريج من حزب «ميرتس»، الذي قام بزيارة الشابة القاسم في المعتقل، إن «الاتهامات ضدها سخيفة والشروط أسخف. والقاسم ليست مضطرة إلى أن تتعهد بشيء. المقاطعة أداة شرعية للتعبير عن احتجاج سياسي في نظام ديمقراطي، سواء كان المعنيون من مواطني الدولة أو مواطنين أجانب حصلوا على تأشيرة».
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية باحتجاز السلطات الإسرائيلية للطالبة الأميركية، وقالت إن لارا القاسم ضحية عنصرية إسرائيل وسياسة الانحياز الأميركي من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.