الرئيس فلاديمير بوتين

أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين، ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العمليات التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وشدد على أن موسكو تولي أهمية كبرى لضرورة الحفاظ على الاستقرار على طول الشريط الحدودي وعدم انتهاك القرار الأممي 1701.

تزامن ذلك مع توتر على الحدود اللبنانية الجنوبية إثر عملية عسكرية بدأتها إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي، للبحث عن أنفاق تابعة لـ«حزب الله». وسُجل إطلاق نار من جانب عسكريين إسرائيليين قرب الحدود أمس، في ظل ضباب كثيف قد يكون دفعهم إلى المفاجأة بدورية لمخابرات الجيش اللبناني على الجانب اللبناني من الحدود (راجع ص 6).

لكنّ الجيش الإسرائيلي أصر في بيان على أن قواته فتحت النار بعد رصدها ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم تابعون لـ«حزب الله». وقال في بيان إن هؤلاء اقتربوا من القوات الإسرائيلية التي تشن عملية على الجانب الآخر من الحدود ضد أنفاق تقول إسرائيل إن «حزب الله» حفرها عبر الحدود اللبنانية الجنوبية وتصل إلى شمال إسرائيل. وقال البيان إن الجنود أطلقوا النار باتجاه المشتبه بهم، مشيراً إلى أن الثلاثة فروا من المنطقة، وأن العمل استؤنف كالمعتاد.

يأتي ذلك في إطار عملية للجيش الإسرائيلي تحت اسم «درع الشمال» للبحث عن أنفاق تحت الحدود الإسرائيلية اللبنانية قالت إسرائيل إن «حزب الله» حفرها لاستخدامها في تنفيذ هجمات داخل إسرائيل. وأرسل الجيش الإسرائيلي حفارات ميكانيكية وقوات ومعدات مضادة للأنفاق إلى الحدود لإغلاقها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي العثور على نفق ثانٍ تابع لـ«حزب الله» قرب الحدود، لكنه لم يشكل خطراً على سكان المستوطنات في الشمال. وأعلن ناطق باسم الجيش أنه سيكثف العمل من أجل تفاصيل أكثر حول النفق وطوله وعمقه. مضيفاً أن النفق مشابه للنفق الأول، وهو تحت سيطرة الجيش.

وأفاد بيان أصدره الكرملين أمس، بأن المحادثات الهاتفية بين بوتين ونتنياهو والتي جرت بمبادرة من الجانب الإسرائيلي، ركزت على التحركات الإسرائيلية في المناطق الحدودية، وأشار إلى أن نتنياهو «أطلع الرئيس الروسي على تفاصيل التحركات والعمليات التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي في المنطقة».

وأضاف البيان أن «الجانب الروسي شدد على أهمية ضمان الاستقرار في تلك المنطقة على أساس الاحترام الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مع قيام الـ(يونيفيل) بدور تنسيقي في ذلك».

وأكد بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي ضرورة الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشريط الحدودي. وتطرق البحث إلى التنسيق الروسي الإسرائيلي الذي تراجع بشدة خلال الفترة الأخيرة في سوريا. وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق عن قلق بسبب التطورات الجارية في مناطق فك الاشتباك بين لبنان وإسرائيل. وشددت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، على أن موسكو «تأمل ألاّ تنتهك إسرائيل القرارات الدولية في أثناء عمليتها العسكرية (المسماة) درع الشمال عند الحدود مع لبنان».

وزادت الناطقة أن موسكو «لا شك لديها في حق إسرائيل في حماية أمنها الوطني، بما في ذلك منع التسلل إلى أراضيها بشكل غير شرعي. لكنها في الوقت ذاته، تأمل ألاّ تتناقض الأعمال التي يجري القيام بها لتحقيق هذا الهدف، مع أحكام القرار الأممي 1701 الذي يحدد قواعد سلوك الطرفين داخل منطقة (الخط الأزرق)، التي لا تعد حدوداً معترفاً بها دولياً».

ودعت زاخاروفا كل الأطراف إلى منع وقوع انتهاكات من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة، مشددةً على أن «على كل الأطراف إظهار المسؤولية اللازمة وضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات استفزازية أو تصريحات شديدة اللهجة قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر». وأعربت عن أمل أن «تقوم كتيبة القوات الأممية المؤقتة في لبنان المرابطة في هذه المنطقة، بمواصلة تنفيذ مهمتها للمراقبة، وأن تمنع وقوع أي انتهاكات»