غزة - فلسطين اليوم
رشت طائرات إسرائيلية، صباح أمس، وللمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري الأراضي الزراعية الواقعة بمحاذاة الشريط الحدودي شرق محافظتي غزة والشمال بمبيدات سامة.
وبحسب مسؤولي وزارة الزراعة بغزة ومزارعين فقد طالت عمليات الرش معظم الأراضي المزروعة في الشريط الحدودي شرق مدينتي غزة وجباليا وبعمق نحو ألف متر ما تسبب في إتلاف مساحات واسعة منها.
كما طالت عمليات الرش أطراف المنطقة السكنية في حي الشجاعية والشعف والجديدة ومنطقة جحر الديك ما تسبب في حالة هلع وخوف في صفوف المواطنين.
وناشد الناطق باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال لوقف عمليات الرش وإنقاذ القطاع الزراعي من الدمار.
وقال البسيوني لـ"الأيام"، إن عمليات الرش أدت إلى حرق وإتلاف مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية بحسب عمليات المسح الأولية التي نفذتها الفرق الفنية التابعة للوزارة التي تعمل ومنذ مساء الأحد الماضي، على حصر الأضرار الناتجة عن عمليات الرش التي تواصلت منذ ذلك الحين وحتى مساء امس.
وأوضح البسيوني أن طواقم حصر الأضرار ستحتاج إلى ثلاثة أيام أخرى على الأقل لحصر الأضرار بسبب اتساع رقعة الأراضي التي طالتها المبيدات السامة والتي تمتد من الحدود الشمالية للقطاع وحتى منطقة جحر الديك جنوباً وبعمق نحو ألف متر.
ولفت البسيوني إلى أن الاحتلال اختار الوقت الأكثر حساسية للمزارعين والذي يشهد ذروة زراعة وإنتاج المحاصيل الزراعية والموسمية من اجل إلحاق أقصى خسائر ممكنة، خصوصاً وان هذه الأنواع من المزروعات لا تتحمل المبيدات التي ترشها طائرات الاحتلال التي تجوب الشريط الحدودي باستمرار.
وقال البسيوني، إن الخسائر لا تتوقف على القطاع الزراعي النباتي بل أيضاً ستكبد قطاع تربية النحل خسائر جسيمة بسبب تواجد معظم خلايا النحل في الشريط الحدودي، مبيناً أن الوزارة تلقت العديد من شكاوى ومناشدات مربي النحل من اجل إنقاذ خلاياهم بعد ان طالها الرش.
واتهم عدد من المزارعين خلال حديث مع "الأيام" الاحتلال باستغلال انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا من اجل تدمير القطاع الزراعي.
وقال المزارع بسام العفي، إنه لم يعد بامكانه المكوث في ارضه الواقعة في محيط جبل الريس شرق مدينة غزة بسبب وصول المبيدات السامة الى ارضه التي تبعد نحو 800 متر الى الغرب من الحدود.
وأضاف العفي لـ"الأيام"، إن الاحتلال اعتاد تنفيذ عمليات الرش في مطلع شهر كانون الثاني من كل عام وليس في هذا الوقت الذي يشهد ذروة الإنتاج والحصاد لبعض المحاصيل.
من جانبه، اتهم مركز الميزان لحقوق الإنسان، قوات الاحتلال بانتهاك قواعد القانون الدولي واستغلال جائحة كورونا وانشغال المجتمع الدولي في مواجهة الجائحة لتدمير مزروعات الفلسطينيين على امتداد السياج الفاصل شرق قطاع غزة.
وطالب المركز في بيان له، المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية، والتدخل لمنع سلطات الاحتلال من مواصلة استخدام المبيدات الزراعية بهدف إبادة مزروعات الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر، والتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، وملاحقة ومساءلة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ويعتبر الشريط الحدودي سلة القطاع من المحاصيل الزراعية بسبب خصوبة ارضه وبعده عن المناطق المأهولة حيث تتركز زراعة معظم الأصناف الزراعية فيه، فضلاً عن تواجد معظم مزارع الحيوانات والطيور ومراعي النحل.
قد يهمك ايضاً :