السفيرة أمل جادو

استقبلت مساعدة الوزير للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية، السفيرة أمل جادو، في مقر الوزارة في رام الله، وفدًا من الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، برئاسة عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني جوهان واديفل، والوفد المرافق له، وأطلعتهم على آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ويأتي هذا اللقاء في إطار بناء الجسور مع دول العالم أجمع، ومن أجل كشف زَيف الادعاءات الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي ضوء ما تتعرض له مدينة القدس من اقتحامات واعتداءات بحق المصلين في أيام الشهر الفضيل.

ورحبت جادو بالوفد معبّرة عن سعادتها لوجوده في دولة فلسطين، وذلك من أجل الاطلاع عن كثب حول مجريات الأوضاع والأحداث التي تشهدها الأرض المحتلة في هذه الأيام المباركة والتي تشهد اقتحامات يومية متكررة من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، ضاربين بعرض الحائط البعد الديني لمشاعر المسلمين ولحرمة المسجد لديهم، وفي محاولة لتغيير الوضع القائم على الأرض منذ العام 1967.

وحذرت جادو من تحول الصراع من سياسي إلى ديني، واعتبرت جميع الإجراءات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة ومحيطها غير شرعية وباطلة وفقًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة مع الجانب الأردني الذي يتولى الوصاية على المسجد الأقصى المبارك، مطالبة بالإبقاء على الوضع القائم على ما هو عليه.

وأعربت جادو خلال اللقاء، عن خيبة أملها من عدم وجود رؤية سياسية للحل على الأرض وانعدام الرؤية الدولية المستقبلية في ظل تنكر الحكومة الإسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقله على حدود العام 1967، لاسيما تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنادية بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أنها انعكاس للعقلية الإسرائيلية كافة والمطالبة بالتراجع ووأد مبدأ حل الدولتين.

وتطرقت السفيرة جاود إلى مساعي الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، لإيجاد حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكأن الأمر يدور عن صفقة بين الطرفين، مؤكدة ضرورة تضافر الجهود الدولية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة اعتراف ألمانيا ودول أخرى بدولة فلسطين.

واعتبرت جادو أن استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والمناطق المصنفة "ج" خطير ومخالف للمواثيق والأعراف الدولية كافة، متسائلة عن شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية في أي إطار حل مستقبلي، وذلك لأن التوسع الاستيطاني شوّه جغرافيا الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وألحق بها أضرارًا جسيمة.

وأطلعت جادو أعضاء الحزب على المشاورات السياسية التي عقدتها في العاصمة الألمانية برلين الشهر الماضي مع الخارجية الألمانية، حيث كانت قد بحثت استراتيجية الحكومة الفلسطينية في بناء مؤسسات الدولة، وإعلان الجانب الألماني عن استعداده الكامل لدعم الحكومة الفلسطينية في خطتها لبناء مؤسسات الدولة في المجالات المختلفة، إضافة إلى مناقشة مواضيع الطاقة والكهرباء والمعيقات التي تواجه الجانب الفلسطيني في بناء محطات فرعية لنفل الكهرباء لاسيما في مناطق "ج" في الضفة الغربية.

وطرح أعضاء الحزب عددًا من الأسئلة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والوضع الفلسطيني الداخلي، وإمكانية تحقيق الوحدة والخروج من أزمة الانقسام وتداعياته الكارثية على القضية الفلسطينية.