حركة فتح

أكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح " في غزة يحيى رباح، أنه  لم تحدّد أي مواعيد مع حركة "حماس" لاستئناف مباحثات المصالحة التي توقفت بعد لقاء
جمع وفديهما في الدوحة أخيرا.

وقال رباح في تصريح صحفي الجمعة: "إن حركته تريد اعطاء فرصة لحماس، كيتحل اشكالياتها مع مصر وتقدم الاجابات التي طلبتها منها".وأضاف: "استئناف جلسات المصالحة مع حماس، مرتبط بانتهاء اشكالياتها مع مصر"، مؤكداً انه
فور انهاء الاشكاليات فإن حركته ستذهب مع "حماس" لطرح تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات وشروط مصر لفتح معبر رفح فقط.وكان وفداً قيادياً رفيع المستوى من حركة "حماس" التقى الأسبوع الماضي بالقيادة المصرية،  وناقش
الطرفان القضايا السياسية والأمنية كافة.

من جهته قال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار "إن الحركة  لا تريد أن تلعب لعبة المحاور، والتي لا يكسب منها إلا الغرب" مضيفا "انظروا كيف
مُزقّت هذه الأرض وماذا حدث في العراق وسورية..، وانظروا ماذا يجري بالساحة العربية من حولنا".وأضاف "تحاول أن تقنع كل أطراف الأمة العربية
والإسلامية لإبعادنا عن الخلافات الدائرة؛ وألا يستخدمنا أيّ طرف بعيدًا عن القضية التي نحن في مواجهتها وهي الاحتلال.وأكد الزهار خلال مقابلة
تلفزيونية مع قناة BBC بثت مساء الخميس أن من يقبل بحركته على هذا الأساس؛ نرحب بذلك ومن لا يقبلها لا نعاديه ولا ندخل معه في إشكاليات،
ولا ندخل في محور ضده.

وأوضح أن "حماس" تنظر للأمة كأمة واحدة بكل مكوناتها العرقية، وبيّن أن إمساك حركته للعصا من المنتصف ليست عيبًا، فإمساكها من أحد الأطراف يعني أنك تريد أن تضرب.وأشار إلى أن حماس ليس لديها ما تنفقه من رصاصة واحدة في خارج إطار الدفاع عن النفس، وكل مقاومتها موجهة ضد العدوان
الإسرائيلي.

ووصل وفد حماس إلى مصر يوم 12 مارس (آذار) الحالي، بعد أسبوع من اتهام مصر الإخوان المسلمين وحركة "حماس" بالتورط في اغتيال النائب العام
السابق، هشام بركات، الذي قتل في اعتداء بقنبلة وضعت أسفل سيارته، في 29 يونيو (حزيران) 2015 في القاهرة. ونفت "حماس" حينها تورطها في الاغتيال. وكان الهدف من زيارة الوفد الذي غادر القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، إلى قطر، تهدئة العلاقات المتوترة بين الجانبين. لكن الحركة لم تعلن عن إحراز أي تقدم في هذا الشأن أو بشأن فتح معبر رفح.

وعقب الزيارة، أصدرت "حماس" بيانا مقتضبا أكدت فيه «أهمية أمن مصر»، وقال موسى أبو مرزوق رئيس الوفد إن الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقة الثنائية بين الطرفين، وشدد على «إدانة الحركة لعملية اغتيال المستشار هشام بركات»، موضحا أن «وفد حماس أكد أن أمن مصر هو أمن لفلسطين وأن قطاع غزة المتضّرر الأكبر من فقدان الأمن في سيناء».

وأضاف على صفحته على «فيسبوك» «عبرّنا وبوضوح شديد عن حرصنا على أمن مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعلى قيامنا بكامل التزاماتنا بحفظ الحدود وعدم إتاحة المجال للعبث بأمن مصر واستقرارها، ولن يكون القطاع مأوى أو ملجأ لمن يضر بأمن مصر».

وكان عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، خليل الحية، قال في بيان أصدرته الحركة قبل مغادرتها القاهرة، «نؤكد على سياسة حركة حماس في رفضها لسياسة الاغتيالات السياسية كافة، ولذلك ندين اغتيال بركات». وأضاف أن الوفد الذي التقى مسؤولين في الاستخبارات المصرية، «أكد على الدور المصري في القضية الفلسطينية وحل مشكلات القطاع وفي المقدمة معبر رفح». وقال الحية إن أعضاء الوفد دعوا المسؤولين المصريين إلى تخفيف الخناق على قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا منذ عشرة أعوام. ولم يوضح البيان الذي جاء على لسان عضو الوفد، ما دار من مناقشات في
الحوارات مع مسؤولي القاهرة، خاصة وأن الزيارة دامت ثلاثة أيام متتالية من اللقاءات الطويلة، بخلاف يوم الوصول، الذي التقى فيه الطرفان، بشكل بروتوكولي، لتوضيح جدول الزيارة. وأضاف أن الحركة تقدر دور مصر التاريخي تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مؤكدًا على عمق العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري الذي قدم التضحيات والشهداء في سبيل
القضية الفلسطينية المقدسة.

وشدد على حرص "حماس" على استقرار وأمن مصر وعدم التدخل في شؤونها  الداخلية، ورفضها المساس بالأمن القومي المصري، وقال أيضا إن "حماس" لن تسمح بأي حال من الأحوال أن ينطلق من غزة ما يضر بأمن مصر وشعبها.وقال أيضا: «نؤكد على واجبنا تجاه حماية الحدود بين قطاع غزة ومصر واتخاذ كل الإجراءات اللازمة في سبيل ذلك، متمنيًا لمصر الأمن والسلامة والاستقرار وحقن دماء أبنائها». ولم يوضح الحية، إن كان ملف الاتهام الموجه لحركة حماس في هذه القضية قد أغلق أم لا من قبل الجانب المصري، خاصة وأن هناك دعوى قضائية تنظر في إحدى محاكم مصر لاعتبار الحركة بناء على هذا الاتهام «حركة إرهابية».