رام الله ـ غازي محمد
كشف الناطق باسم حكومة الوفاق، يوسف المحمود، لقاء مهم يعقده رئيس الوزراء رامي الحمدلله مع أمين سر وأعضاء اتحاد المعلمين الفلسطينيين، الخميس.
ونفى المحمود، في تصريح خاص إلى "فلسطين اليوم"، ما أشيع عبر وسائل الإعلام بأن الحكومة الفلسطينية ترفض الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع اتحاد المعلمين سابقًا، مؤكدًا أن الحكومة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه مع المعلمين بزيادة الـ(10)% على الرواتب بدل غلاء المعيشة, وأن العقبة التي تعترض استكمال التنفيذ هي الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة.
وأوضح أن اتفاقًا تم بين الحكومة واتحاد المعلمين العام 2013 على نسبة (10)% بدل غلاء معيشة, ونظرًا إلى الأزمة المالية لم تستطع الحكومة تنفيذ الاتفاق دفعة واحدة وتم التوافق على تنفيذه عبر مراحل, وصرفت الحكومة (7)%, وأنها تنتظر إقرار الموازنة في نيسان/أبريل المقبل من العام الجاري لترى حدود إمكاناتها.
وأشار إلى أن الحكومة تُولي قطاع المعلمين اهتمامًا خاصًا, وأن الحكومة تعمل بجهد كبير ومتواصل من أجل إنهاء الأزمة, مجددًا على أن اجتماع الخميس بين الحكومة والمعلمين من المقرر أن يخرج بنتائج مرضية للجميع.
وتصاعدت أزمة المعلمين بشكل غير مسبوق بعد تظاهر الآلاف من المعلمين في محافظات الوطن أمام مقر مجلس الوزراء في رام الله؛ للمطالبة بحقوقهم، فيما وصفها بعض المتابعين بأنها بداية ثورة حقيقية على إجراءات الحكومة البيروقراطية.
واعتقل الأمن الفلسطيني 22 معلمًا من محافظات مختلفة في الضفة, منهم 12 مدرسًا من محافظة الخليل، وهم: زياد علي الدرابيع مدير مدرسة البيادر الاساسية المختلطة دورا الخليل، وإبراهيم عزات العصافرة مدرس في مدرسة الملك خالد الخليل، وباسل دودين مدرس تربية إسلامية في مدرسة ذكور ابن سينا، وكنان عودة، ويوسف أبوراس جنوب الخليل، وبلال جوابرة من الخليل، ومحمد أبوعجمية من الخليل، وعزات مناصرة من بيت كاحل، ومحمود الشروف مشرف اللغة الغربية من نوبا، وأنيس أبوزهرة من مديرية يطا، وقيس أبوزهرة، ومحمد أبوعرام من يطا.
كما اعتقلت أيمن العصا من بيت لحم، ومرعي نصار من جينصافوط، وحسن زايد مدير مدرسة جلقموس الثانوية، ومحمد حمدان فرخ من فرعون طولكرم، وعامر بروق من طولكرم، وطارق سمار معلم في مدرسة الطيبة الاساسية للبنين، وعلاء الجيوسي رامين من طولكرم، وصادق القاروط مدرس الفاضلية الثانوية طولكرم، ومنير أبوذياب مدرس في أجنادين طولكرم، وعمار شحرور عنبتا من طولكرم.
وأكد المدرس "محمود" رفضه عمليات الاعتقال رغم عدم مشاركته في فعاليات الإضراب الخاص بالمعلمين، إلا أنه يرفض قطعيًا اعتقال أيّة جهة أمنية للمدرس وإهانته، أما المدرسة سُعاد أحمد فقد رأت أن الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية ضد المعلمين لم تكن إلا تأكيدًا على عدم وجود قرار في الحكومة لصرف حقوقهم والالتزام بما تم الاتفاق عليه، مطالبة رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بتقديم استقالتهما.
وثار عدد من زملاء المعتقلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا على عملية الاعتقال اسم "أستاذ في الزنزانة"، بينما عبّر وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة الفلسطينية، صبري صيدم، عن تفهم الوزارة التام لمطالب المعلمين وأمله بتحقيق أفضل الظروف لهم لضمان حياة كريمة لهم ولأبنائهم، داعيًا المعلمين والمعلمات إلى العودة إلى الدوام وانتظام الدراسة، تجنبًا للتبعات السلبية على المسيرة التعليمية والتي تواجه تحديات جمّة.
وأكد صيدم أن الوزارة تتابع قضية المعلمين على أعلى المستويات وأنها لن تدخر جهدًا في تسريع تنفيذ كامل الوعود، وستواصل العمل لتحقيق أقصى ما يمكن أن يلبي طموح معلمي الأجيال الذين وصفهم بأنهم رسل العلم والمعرفة وزارعو الأمل.
كما التقى رئيس الوزراء، رامي الحمدالله، الثلاثاء الماضي، مع الأمين العام لاتحاد المعلمين، أحمد سحويل، وركز اللقاء على بحث آخر التطورات المتصلة بالمسيرة التعليمية، وتم التمهيد للقاء موسِّع مع رئيس الوزراء الخميس المقبل، بحضور أعضاء الأمانة العامة للاتحاد وأمناء سر الفروع.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي، الأربعاء، أنها تدرس تمديد الفصل الثاني وتأجيل بدء امتحان التوجيهي في ضوء الإضرابات السارية، وأضافت الوزارة أنه في ضوء الإضرابات الراهنة وعدم انتظام العملية التعليمية، تدرس تأجيل بدء امتحان الثانوية العامة وكذلك تمديد الفصل الدراسي الثاني.