القدس المحتلة ـ وليد أبوسرحان
أكد المؤرخ الإسرائيلي الدكتور إيلان بابيه أنَّ الناخب الإسرائيلي اختار دفن حل الدولتين مع الفلسطينيين من خلال انتخاب حزب "الليكود" الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو الذي تعهد بتكثيف الاستيطان ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وأكد المؤرخ الإسرائيلي الدكتور إيلان بابيه، أنَّ نتائج انتخابات الكنيست العشرين أعلنت بشكل واضح وفاة حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح بابيه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الليلة الماضية، أنَّ نتائج الانتخابات توجب على المجتمع الدولي ضرورة تعزيز حملة مقاطعة "إسرائيل" سياسيًا واقتصاديًا وأكاديميًا وثقافيًا، باعتبارها الحل الأمثل لإجراء التغيير مع المجتمع اليهودي العنصري.
وأضاف "إنَّ المجتمع اليهودي العربي المختلط لا يمكن أن يحقق ذاته، و لن يجلب نفسه إلى التصويت للأحزاب الصهيونية الليبرالية، فقط أحزاب اليمين هي التي استطاعت الحصول على الأصوات".
وتابع "لن يكون للقائمة العربية الموحدة أي تأثير على السياسة الإسرائيلية، ولكن يمكن أن يكون لها تأثير الآن على السياسة الفلسطينية، وهو أمر مهم جدًا؛ ولكن الخبر السار الوحيد أنَّ الحكومة الصهيونية الليبرالية لن تستطيع استغفال العالم لفترة أطول، فالوجه الحقيقي للدولة الاستعمارية الاستيطانية لإسرائيل سيكون أكثر وضوحًا، ولكن السؤال: كيف ستكون ردة فعل العالم؟".
ومن جهته أكد رئيس الجبهة "الديمقراطية للسلام والمساواة" محمد بركة، أنَّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية تستوجب مشروعًا نضاليًا، برلمانيًا وشعبيًا، لمواجهة الحكومة اليمينية المقبلة، إلى جانب أوسع تعاون على المستوى العام.
وأضاف بركة في بيانه، بعد صدور النتائج شبه النهائية، "إننا نُعبر عن اعتزازنا بثقة مئات الآلاف من الناخبين الذين منحوا ثقتهم للقائمة المشتركة، التي هي ليست مشروعًا انتخابيًا وحسب وإنما مشروعًا سياسيًا وطنيًا، ردًا على سياسة الاحتلال والعنصرية الفاشية، التي يتغوّل فيها اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو".
واستطرد "إنَّ اليمين واليمين المتطرف حقق انجازاً، على الرغم من أنه قاد حكومة فاشلة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن نتنياهو اتبع أساليب الترهيب والتخويف، مستخدماً التحريض على جماهيرنا العربية الفلسطينية، بشكل وقح وواضح، مضيفا . وتبين لنا من هذه النتائج أن الجمهور الإسرائيلي، اختار ميزان الرعب، على ميزان الحياة".
وحذّر بركة حزب "العمل" الإسرائيلي من الانخراط في حكومة نتنياهو؛ "لأنه بذلك يخون ما روّجه لجمهوره، بأنه جاء ليكون بديلًا لحكومة وسياسة نتنياهو".
وشدَّد على أن بنيامين نتنياهو سيعزز سياسة الرفض الاستعلائية التي يخوضها، على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ سيعمق الاحتلال والاستيطان أكثر، وسيواصل مشروعه الأخطر في مدينة القدس المحتلة، وسيشدد الحصار على قطاع غزة، وهذا ما يستوجب الساحة الفلسطينية لقراءة الخارطة جيدًا، للتسارع في إنهاء حالة الانقسام المدمّرة، والتمسك بخيار المقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة، وتفعيل دور الشرعية والهيئات الدولية.
وأبرز بركة "أمّا على المستوى الداخلي، فإنه سيواصل إتباع السياسة الاقتصادية الشرسة التي يتبناها، مع بعض التعديلات التجميلية السطحية، كي يرضي شركاءه الجدد".
واختتم "سيعمل نتنياهو على ضرب المزيد من حقوقنا القومية والمدنية الجماعية، وسيسارع لإقرار قانون “دولة القومية اليهودية” العنصري، ولكن عليه أن يعي تماما، أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه السياسة برمتها، وسنواجهها بكل الوسائل المتاحة".