قوات الاحتلال الإسرائيلي

أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبدالناصر فروانة، أن أكثر من (300) ألف حالة اعتقال رُصدت منذ اندلاع انتفاضة الحجارة في 8 كانون الأول/ديسمبر العام 1987 وحتى الأربعاء.

جاءت تصريحات فروانة، في بيان وزعه في الذكرى الـ28 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى بتاريخ 8/12/1987، ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت حتى إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية منتصف العام 1994 عقب التوقيع على اتفاقية "أوسلو".

واضاف البيان: تلك الاعتقالات أصبحت جزءًا أساسيًّا من منهجية الاحتلال في السيطرة على الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته، فطالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، وأضحت ظاهرة يومية مقلقة لما تسببه من قهر وظلم وخراب بالمجتمع الفلسطيني، وبالرغم من ذلك مازالت الثورة مستعرة والمقاومة متجذرة والانتفاضة مستمرة.

وتابع أن الكثير من السجون والمعتقلات والأقسام الجديدة قد شُيدت وافتتحت منذ العام 1987 بشروط أكثر قسوة من سابقاتها، لعل أبرزها: معتقل النقب الصحراوي العام 1988، مجدو، عوفر، هداريم، جلبوع ، ريمون، جفعون، وذلك لاستيعاب المعتقلين الجدد والتضييق عليهم في محاولة لردعهم وبث الرعب والخوف لديهم ولدى الآخرين؛ بهدف إخماد الانتفاضات والقضاء على روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني في المراحل المختلفة من مسيرته النضالية خلال الفترة المستعرضة.

ورأى فروانة أن اندلاع انتفاضة الأقصى العام 2000 واستمرار الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته ودخول انتفاضة القدس الحالية شهرها الثالث لهو خير دليل على فشل سلطات الاحتلال وأجهزته الأمنية المختلفة في تحقيق مآربها وأهدافها من وراء الاعتقالات؛ إذ أنها لم تنجح في كسر الصمود الفلسطيني ولم تفلح في القضاء على روح المقاومة، بالرغم مما لحق بالمجتمع الفلسطيني على المستويين (الجمعي والفردي) من أضرار وخراب وأذى جراء تلك الاعتقالات وما يصاحبها ويتبعها من انتهاكات جسيمة وجرائم ضد الإنسانية.

وأشار فروانة إلى أن المتابع للأحداث والوقائع والأرقام سيجد فروقات واختلافات كثيرة (إيجابية وسلبية) ما بين انتفاضة الحجارة العام 1987 وانتفاضة الأقصى العام 2000 وانتفاضة القدس 2015، وأن أوجه الاختلاف بحاجة إلى دراسة متفحصة ومتمعنة تتناول كافة جوانبها وتوثق أحداثها، وتسلط الضوء عليها للتعمق بها أكثر وتطوير الإيجابيات منها والاستفادة من الثغرات والسلبيات التي واكبتها بما يخدم المسيرة النضالية لشعبنا الفلسطيني وديمومة مقاومته الشعبية المشروعة ضد الاحتلال نحو انتزاع حقه بالحرية وإقامة وطن حر بلا احتلال، وتشييد دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح فروانة، الذي عايش انتفاضة الحجارة العام 1987، وعاصر مراحلها المختلفة، كمقاوم للاحتلال، وكمعتقل لـ4 مرات، من بينها مرتين إداريًّا، بأن أكثر ما ميز تلك الانتفاضة بأعوامها السبعة هو شموليتها وطابعها الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنية الموحدة والحاضنة الاجتماعية والشعبية لها، فضلاً عن أن سلاحها البسيط والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى إلى تصاعدها وديمومتها.

وأكد فروانة أنه على الرغم من هول الأرقام الكبيرة للمعتقلين والانتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة المرتبطة بتلك الاعتقالات، فإن ذلك لم يُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال من أجل استرداد حقوقهم ونيل حريتهم.