مدير عام مؤسسة "نوى"

عرضت المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية 'نوى'، مساء اليوم الاثنين، فيلما وثائقيا عن حياة المخرج الفلسطيني الأول صبري الشريف للمخرجة اللبنانية الشابة فرح شيّا.

وثق الفيلم في 36 دقيقة، حياة المخرج والإداري الفلسطيني الشريف، الذي يعتبر من أبرز أعمدة الفن الفلسطيني، مقدما لمحة لأبرز مواقف وأعمال الشريف كمخرج وإداري ناجح وملهم بمعظم أعماله المسرحية مع الأخوين الرحباني والسيدة فيروز، من خلال توثيق شهادات عن مسيرته المهنية والفنية.

وتناول الفيلم بإيقاع سردي جميل معلومات ومضامين عديدة لم تذكر في المكتبة الفلسطينية، شهادات أدلى بها فنانون ومبدعون واكبو الشريف وعايشوه منهم الراحل منصور الرحباني، والشاعر الكبير سعيد عقل، والمخرج برج فازليان، والمخرجة نضال الأشقر، ومصممة الأزياء بابو لحود، ونجله منجد صبري.

كما تطرق الفيلم الوثائقي إلى زمن إذاعة الشرق الأدنى التي أدارها صبري الشريف، بعد أن كانت الإذاعة في قبرص وانتقل الشريف إلى بيروت لمقابلة الأخوين رحباني، ثم انتقلت المحطة بأكملها من قبرص إلى بيروت، حيث أدارها الشريف.

ولفت الفيلم إلى استلام شريف إدارة مهرجان بعلبك عقب إغلاق إذاعة الشرق الأدنى بعد تحولها رسميا إلى إذاعة (بي بي سي)، وذلك بطلب رسمي من الرئيس اللبناني آنذاك.

وأخرج صبري الشريف غالبية أعمال الرحباني الغنائية، حيث كان فنيا وإداريا صارما جداً، ما يشبه القسوة و'الوجه العبوس'، كما وصفه الشهود في الفيلم، مظهرا أفكارا ومخيلة مبدعة لبيئة اجتماعية وإنسانية وفنية مليئة بالود والجمال المتدفق صوراً إلى الألحان والأغاني والمسرحيات التي أخرجها.

وكرم الشاعر سعيد عقل إبداعات صبري الشريف في أغنية 'غنيت مكة' التي غنتها فيروز احتراما لصبري وحبا له.

وقال الباحث نادر جلال، في عرض عن حياة الشريف قبل عرض الفيلم الوثائقي، كانت فلسطين زخمة في أنواع الموسيقى والإنتاجات الموسيقية، تعتمد على علوم الموسيقى بوجود كوادر مؤهلة ذات باع كبير في الموسيقى، وعملها في إذاعة هنا القدس والشرق الأدنى.

وأضاف أن فلسطين كانت الموقع الثاني بعد القاهرة لانطلاق العروض الفنية والموسيقية، ومن ثم تنطلق إلى باقي العالم العربي، والعديد من الموسيقيين والفنانين العرب كانت فلسطين تعتبر محطة أساسية لهم، ومنهم من جعلها مكان إقامة دائم أو مؤقت.

وأشار إلى أن أول أسطوانة موسيقية أنتجت في فلسطين عام 1924، وبذلك استقطبت إذاعة 'هنا القدس' العديد من الموسيقيين والفنانين العرب.

وأوضح جلال أن مؤسسة 'نوى' تمكنت من توثيق 41 اسم موسيقي فلسطيني قبل عام 1948، من خلال البحث المستمر في المكتبة الأرشيفية الموسيقية الفلسطينية والعربية.