المخرج الجورجي أوتار يوسيلياني

يجمع الفيلم الفرنسي "وداعا يا بيتي الحبيب" الذي تعرضه مؤسسة شومان بعد غد الثلاثاء بين الأفلام الكوميدية والجادة، وهو من إخراج الجورجي أوتار يوسيلياني احد أشهر مخرجي الحقبة السوفييتية المبدعين قبل أن يهاجر في أوائل سبعينيات القرن الماضي إلى فرنسا.
 

تدور أحداث الفيلم في مدينة باريس , والشخصيتان المحوريتان فيه , شابان أحدهما ينتمي لأسرة ثرية والآخر نشأ في بيئة فقيرة ، وكلاهما يرفضان تراثهما الاجتماعي ويتظاهر كل منهما بشكل مخالف لحقيقته, الثري يعمل دون علم أسرته كغاسل صحون ومنظف نوافذ في مقهى بباريس ويصادق اللصوص ومشردي الشوارع, ويحب ابنة صاحب مقهى آخر، لكنها تفضل الشاب الآخر، الذي رغم نشأته الفقيرة ، يرتدي ملابس فاخرة يلتقطها من حاويات في الشوارع، ويقود دراجة نارية ثمينة مستعارة للتمتع بقضاء وقته في باريس.
 

يوجد في الفيلم العديد من الشخصيات، خاصة من الفئات المهمشة والمشردين وتشتمل أحداث قصته على سلسلة من المفارقات، فكل من شخصيات القصة الرئيسيين غير راض عن حياته وعما هو عليه ويرغب في أن يكون مثل الشخص الآخر الذي يريد بدوره أن يكون مثله، وتحاول هذه الشخصيات التهرب من مصيرها ويسعى كل منهم الى تحقيق أحلامه والتمسك بمواقفه.
 

ويتميز الفيلم الذي عرض بنجاح في العديد من المهرجانات الدولية بحواره القليل وبراعة التصوير وحركات الكاميرا المعبرة وروعة أداء الممثلين المغمورين بشكل عام.