رام الله - فلسطين اليوم
نفذت جمعية بسمة للثقافة والفنون سابع عروض أفلامها ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" في مركز العائلة – النصيرات ، حيث تم عرض فيلم " سرد " للمخرجة الفلسطينية الشابة " زينة رمضان " بحضور ما يقارب 42 شخص من فئات شبابية متنوعة من كلا الجنسين، جسدت المخرجة من خلال فيلمها قضية الحصار وإغلاق المعابر بشكل عام ومعبر رفح بشكل خاص.
من خلال العرض - قدم الحضور أفكاراً ونقاشاً فاعلاً مع ميسر الجلسة أ. ناهض خلف حيث تطرقوا إلى قضايا مهمة تلامس الواقع الفلسطيني المرير الذي نعيشه والتي تعرض من خلال العروض السينمائية التي تهدف إظهار قوة الصورة في تشكيل الوعي العالمي حول القضية الفلسطينية وأهمية اختراق المرأة الفلسطينية كمخرجة أو كاتبة لعالم السينما الذي يشكل لغة هامة في مخاطبة العالم اليوم.
أتاح العرض فرصة للحضور للنقاش موضوع الفيلم الرئيسي بشكل مستفيض وهو الإغلاق والحصار، حيث إتفقوا أن سكان قطاع غزة يعانون منذ أكثر من عشر سنوات من منعهم وحرمانهم من السفر خارج البلاد ، سواء من خلال معبر رفح، أو معبر بيت حانون ، مما أدى إلى تفاقم الحالات المرضية وأحيانا وفاتها وأشاروا أن هذا إنتهاك صارخ للحق العلاج و حرية التنقل، وحوّل القطاع لسجن كبير لا يستطيع سكانه ممارسة أبسط حقوقهم ، وبالجانب ذاته شارك أحد الحضور تجربته قائلاً " والدي رُفض منحه تسريح السفر لأكثر من أربع مرات فقط لمجرد مشاركته في عمل درامي يتحدث عن المقاومة ، وبالرغم من التواصل مع العديد من مؤسسات حقوق الإنسان إلا أن المحاولات كانت دون جدوى مما أدى إلى وفاة والدي".
تطرق الحضور أيضا للحديث عن مشكلة أخرى يعاني منها المواطنين في قطاع غزة وهي عدم التعامل والتعاطي مع جواز السفر الفلسطيني لحامليه من قطاع غزة بشكل طبيعي، بل يتم اضطهادهم في بعض المطارات والمعابر العربية، وهناك يأتي دور السلطة الفلسطينية للاهتمام بشكل أكبر بتلك المشكلة وحلها بشكل قاطع، وناشدوا بالنظر في موضوع سكان القطاع أصحاب الإقامات بالخارج فقدوها بسبب تكرار إغلاق المعابر.
وبالحديث عن موضوع المواطنة شارك أحد الحضور بمداخلة قائلاً "هناك علاقة قوية بين موضوع الفيلم ومفهوم المواطنة، فالمواطنة قائمة على وجود علاقة بين الفرد والدولة، ونحن نعيش حالة من الانقسام ساهمت بشكل كبير في تجاهل الكثير من القضايا المهمة والجوهرية ومنها حرية التنقل والسفر.
كما أن السلطة تتحمل مسؤولية كبيرة في عدم الضغط على الدول العربية ودول العالم من أجل إحترام جواز السفر الفلسطيني، وعاملته مثل معاملة أي مواطن أجنبي.
وشارك أخر بقوله " للأسف عزز الانقسام من تلك الفجوة وأدى إلى تجاهل تلك القضية مما أعطى المجال لبعض الأشخاص باستغلال حاجة الناس للسفر من خلال مساومتهم بدفع مبالغ مالية من أجل تسهيل مهمة السفر لهم، وللأسف الكثير من الناس ليس لديهم المقدرة على دفع تلك المبالغ الباهظة، والتي يجب القضاء عليها حتى لا تصبح عُرف سائد ويتم التعامل معها بشكل علني وطبيعي.
وبنهاية اللقاء أوصى المشاركين إلى نقل تجارب المشاركين إلى أصحاب الشأن والمؤسسات الحقوقية للتحرك لتسهيل حياة المواطنين الغزيين و أضافوا إلى ضرورة التشبيك مع المؤسسات الدولية لعرض تلك الأفلام ضمن مهرجانات دولية وعربية ونقل معاناة الشعب الفلسطيني والتركيز على طرح القضايا التي يعانونها بشكل أكثر تفصيلاً.
يأتي هذا النشاط من خلال مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية -مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :