القاهرة-سهير محمد
أكد الفنان المصري طارق لطفي، أنه يؤمن دائمًا بالنصيب وأن كل شيء له وقته، مشيرًا إلى أن نجاح "بعد البداية" انتصار كبير لموهبته التي طالما آمن بها.
وأوضح لطفي في مقابلة مع "فلسطين اليوم" أن الشخصية التي يجسدها في المسلسل ليست شخصية حقيقية، وإنما هي من وحي خيال المؤلف، نافيًا أن تكون إسقاط على أشخاص أو زمن معين، مبرزًا أنها ترمز إلى الفساد في كل مكان.
وتحدث عن تحضيره لمسلسل "بعد البداية"، قائلًا: "الموضوع جاء من خلال شركة "فنون مصر" التي سبق وتعاونت معهم العام الماضي في عمل مهم أعتبره من النقلات المهمة في حياتي وهو مسلسل "جبل الحلال" مع النجم محمود عبد العزيز والمؤلف عمرو سمير عاطف"، مضيفًا: "عملنا على الفكرة مع المخرج أحمد خالد والحمد لله العمل لاقى قبولًا جيدًا وردود فعل رائعة من الناس".
وأضاف لطفي: "اخترنا أن يكون البطل صحافي حتى يكون هناك مبرر قوي لسهولة حصوله على المعلومات ولا يتم اتهامنا بالمبالغة عندما يصل إلى معلومات مهمة وحساسة، وقد استفدت من مخزون متراكم بداخلي عن هذه المهنة اكتسبته من صداقتي لعدد من الصحافيين على مدار 20 عامًا، وهذا ساعدني بالتعرف على هموم هذه المهنة"، مستطردًا: "كان أمامي ثلاثة أنماط للصحافي اخترت نمطًا منهم، فعمر نصر صحافي تحقيقات لا يخاف إلا الله، صوته حاد ومعتز بكرامته".
ونفى استعانته بدوبلير لتجسيد مشاهد الأكشن، مؤكدًا: "لم أستعن بدوبلير في أي مشهد من مشاهد "بعد البداية" لكني كنت مستعدًا للشخصية بشكل جيد، وفقدت 7 كيلو من وزني وتدربت مع مصمم معارك من جنوب أفريقيا وكان هناك نسبة مخاطرة بنسبة 20 % وتعرضت إلى إصابات وكدمات طوال تصوير المسلسل، ومع هذا سعدت بالتجربة وأتمنى تكرارها وأعتقد أن هذا أعطى مصداقية أكبر للعمل وكان سببًا من أسباب نجاحه".
وأوضح فيما يخص تعاونه مع الفنان فاروق الفيشاوي، بقوله: "أستاذ فاروق من الفنانين العظام بالنسبة لي وشرفت بالتعاون معه في أعمال كثيرة، وعندما تحدثت شركة "فنون مصر" معه عن "بعد البداية" وقالت إن هذا العمل هو أول بطولة لي قال لهم بالنص أننى ابنه الثاني ويعتبرني في منزلة أحمد ابنه"، مضيفًا أن "وجوده في العمل أعطاه ثقلًا كبيرًا، وأعتبره من أهم أسباب نجاح المسلسل"
ونوّه لطفي إلى أنَّه لا يوجد بطولة مطلقة لكن يوجد دور رئيسي تدور من خلاله الحدوتة ولا يمنع أن باقي الأدوار مهمة، حيث لا يوجد شيء مطلق ولا يخرج عملًا فنيًا إلا بفريق.
وبيّن سبب اختياره المخرج أحمد خالد في أول بطولة مطلقة، قائلًا: "أحمد خالد واحد من أهم مخرجي جيله ويذاكر بشكل كبير وطريقته بعيدة عن التقليدية وبشهادة مخرجين أساتذة مثل شريف عرفة وهادي الباجوري، وأعتقد أنه أثبت نفسه في هذا العمل، أيضًا كان هناك مسلسلًا آخر وهو "من الجاني" وحقق من خلاله نجاحًا كبيرًا".
وأعرب عن سعادته بردود الفعل الجيدة عن المسلسل، قائلًا: "أسعدني جدًا أن كل الناس سعيدة لي من قلبها، سواء فنانين أو نقاد أو صحافيين أو جمهور، كما أنهم يقولون مبروك من قلبهم، ومنحوني ألقابًا أسعدتني مثل "الحصان الأسود" و"الورقة الرابحة"، مشيرًا إلى أن زملاء جيله قالوا له إنه انتصر لجيلهم وأن الموهبة مهما تأخر حصولها فسوف يأتي الوقت المناسب ويأخذ الموهوب حقه.
وتابع: "أما أولادي فسعدوا جدًا بالعمل ونجاحي وطوال الوقت يسألونني عن تفاصيل الشخصية وتطوراتها، فأنا كنت دائمًا أقصد أن أبعدهم عن مناخ عملي وأرفض زيارتهم لي في موقع التصوير حتى لا يتأثروا بالجو وينجذبوا إليه، حيث أنني أشفق عليهم من الفن وأتمنى عندما يكبروا ألا يتعرضوا لما تعرضت له أنا، فالفن مهنة مرهقه للغاية ومصنفة ضمن أصعب عشرة مهن في العالم وترتيبها الثاني بعد عمال المحاجر".
ونوّه لطفي إلى أنَّ الخطوة التالية ستكون أصعب بالنسبة إليه، لكنه يثق في الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا: "سأحاول أن أجتهد وأحافظ على موهبتي التي أنعم الله علي بها فأنا لا أحب الاستسهال وكنت على يقين من أن كل شيء له وقته والنجاح سيأتي بإذن الله".