القاهرة _إسلام خيري
كشف الفنان طارق لطفي عن خوفه وقلقه في البداية من عرض مسلسل "بين عالمين" خارج السباق الرمضاني الماضي، مؤكدا أن ردود الفعل التي جاءت له عن المسلسل بعد عرضه حاليا بالقنوات الفضائية فاقت توقعاته بكثير، بخاصة انه بذل مجهودًا كبيرًا في تقديم شخصية مروان بالشكل الذي ظهر للمشاهدين. وأعلن طارق أنه تحمس للغاية للقيام ببطولة مسلسل "بين عالمين" من الوهلة الأولى نظرا للكثير من الأسباب، نظرا لكونه مختلف فضلا عن أنه عمل إنساني جدا والشخصيات فيه مرسومة بعناية شديدة ورائعة جدا، كما أنه يطرح فكرة الاختيار وتحمل مسؤولية هذا الاختيار ومدى تأثير القرار الذي يقرر أن يختاره على حياته وشخصيته وأسرة والعالم المحيط به، بالإضافة إلى أن الشخصية مختلفة عنه، وكذلك عما يتم تقديمه خلال الفترة الحالية بالدراما المصرية عموما، علاوة على كونها شخصية واقعية موجودة في الواقع بالفعل.
وفيما يخص شخصية مروان بالمسلسل أكد طارق في حديث إلى "فلسطين اليوم" أنها شخصية صعبة جدا نظرا لوجود كمية من المشاعر الإنسانية والأحاسيس المتناقضة والمتغيرة، حيث أن مروان إنسان طبيعي موجود في الحياة نشأ في أسرة متوسطة الحال وتربي تربية متوسطة ولدية مبادئ وأخلاقيات، وقد عمل في شركة للعقارات بكل شرف وأمانه وظل يعمل لمدة طويلة ولم يصل إلى شيء يذكر، نظرا لبعده عن أي مخالفات تحدث داخل الشركة أو التقرب لمجلس الإدارة، ولكن حينما تم وضعة فاجأة ودون مقدمات أمام خيارين في غاية الصعوبة إما أن يدخل السجن أو يبيع صديقه ويدخل دائرة الطموح وبالفعل اختار الطموح، مما جعل كل من حوله يتأثر بهذا القرار، والتغير من بيته وأهله وبنته وأصدقائه وكل شيء حوله تغير تماما.
مشيرا إلى أنه لا يرى مروان شخص شرير، وكذلك ليس طيب ولكنه يتعاطف معه نظرا لأن الظروف الصعبة التي تم وضعه فيها هي التي جعلته كذلك، ولو تم وضع أي شخص آخر فيها بالتأكيد سوف يفعل ما فعله مروان، مؤكدا أن صعوبة الشخصية في كيفية رسمها بالطريقة التي تعمل على توصيل كل المشاعر والأحاسيس التي توجد داخل مروان للجمهور بالشكل الصحيح.
وعن طريقة سرد الأحداث بالمسلسل على طريقة "الفلاش باك"، أوضح قائلا إن السيناريست أيمن مدحت كتب المسلسل في البداية بشكل مختلف، لا يعتمد على الفلاش باك، ولكن بعد مناقشات بيننا جميعا أنا والمخرج احمد مدحت وأيمن مدحت، وجدنا أنه من الأفضل أن يتم بدء الأحداث بقوة، وذلك بوضع مروان داخل الصراع مباشرة ثم يتم بعدها توضيح السبب في هذا الصراع عن طريق الفلاش باك، خاصة أن هذا الأمر سوف يجعل الأحداث أكثر سخونة وإثارة، وبالفعل وافق أيمن ومدحت على هذه الطريقة وتم تعديل السيناريو ليناسب هذا الشكل.
وفيما يخص أصعب مشهد واجهه أثناء تصوير المسلسل أفاد قائلا "مشهد معرفة خبر إدمان ابنتي ثم إبلاغي بعدها مباشرة بخبر وفاتها يعد أصعب مشهد واجهته في حياتي الفنية، بخاصة أنني حينما فكرت في تقريب هذا المشهد من الحقيقة شعرت بإحساس صعب لا أستطيع وصفة نهائيا، وأدعو من الله ألا يضعنا في هذا الاختبار الصعب ثم عندما رأيت الجثة واكتشفت أنها ليست ابنتي، كنت في حيرة هل أشعر بالسعادة لأنها ليست ابنتي أم أشعر بموقف الأب الذي فقد ابنته، وهذين المشهد يعدان من أصعب المشاهد التي مرت علي في حياتي الفنية".
وعن فكرة وجود الكثير من الإسقاطات السياسية بالمسلسل، كشف طارق أن المسلسل لا يحمل أي إسقاط سياسي على شيء ولكن من الطبيعي أن أي عمل درامي لابد أن يشعر المشاهد بأن ما يحدث داخله رغم كونه خيال، ولكنه يلامس الواقع ويكون مشابه له، حتى يواصل متابعته فمثلا مسلسل "بعد البداية" الكل أجمع على أن المسلسل هو قصة الصحافي "رضا هلال"، وهذا ليس صحيحًا نهائيا ففي مسلسل "بعد البداية" كان يتم مطاردة الصحافي "عمر نصر" من قبل الكثير من الجهات المختلفة، ولكن الصحافي رضا هلال حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف عنه شيء مشيرا إلى أن المتفرج لديه الحرية الكاملة في اعتقاد ما يريده عما يشاهده في الأعمال الفنية.
واختتم طارق حديثه عن قيام الرقابة على المصنفات الفنية بالتدخل في المسلسل، بخاصة أنه يلقي الضوء مباشرة على وزير إسكان أوضح قائلا "بالعكس تماما لم يتم حذف أي شيء من المسلسل أو حتى ملحوظة رقابية واحدة من جهتها"، مؤكدا استغرابه وعدم رضائه عن تصنيف المسلسل لمن يشاهده يكون فوق سن 16 عامًا، بخاصة أن العمل لا يحتوي على أي لفظ خارج أو مشهد خادش للحياء أو أي شيء من هذا القبيل، حيث أنه حريص تماما على تقديم عمل فني محترم يصلح للأسرة المصرية جميعها.