جنوب السودان

على الرغم من أن توقيع اتفاق للسلام في جمهورية جنوب السودان العام الماضي يعني انتهاء الصراع المستعر هناك فلا يزال ملايين السكان يعيشون في ظروف صعبة دون غذاء ملائم أو مأوى أو رعاية صحية.

وتفجرت الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول 2013 عندما تصاعد خلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار إلى قتال نكأ جراح شقاق عرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينحدر منها مشار.

وتقول وكالات تعمل في مجال الاغاثة الإنسانية أن القتال تسبب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وفرار نحو 500 ألف آخرين من البلاد.

ويعالج مستشفى كدوك بولاية أعالي النيل من يتعرضون لأذى جسدي في الصراع. ويتلقى هذا المستشفى -الواقع على خط المواجهة بين المتحاربين- دعما من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وعادة ما يتردد نحو 700 مصاب أو مريض على المستشفى أسبوعيا.

ويقول مسؤولون في المستشفى إنهم يعملون في أوضاع خطيرة ويُضطرون في بعض الأحيان لإجلاء طاقم العاملين به.

وحوصر فريق من الجراحين بالمستشفى في تبادل كثيف لاطلاق النار في يوليو تموز الماضي. وتسبب ذلك في مقتل شخصين أحدهما مريض وإصابة 11 شخصا آخرين بجراح.

وكانت المسؤولة بالمستشفى ديان يانيس أكوتش في منزلها القريب عندما اندلع القتال قرب المستشفى.

قالت ديان "بينما كنت أختبئ تحت السرير كنت أفكر في أن الكثير من الناس يموتون في تبادل اطلاق النار. كنت أفكر في الناس الذين يقيمون قرب المستشفى مباشرة ومن في المستشفى..الذين تصورت أنهم جميعا لاقوا حتفهم."

ونزح شخص من كل خمسة أشخاص في جنوب السودان -الذي يبلغ عدد سكانه زهاء 11 مليون نسمة- من بيوتهم نتيجة للحرب وعادة ما يتوارون في الغابات.

ويقول مدير المستشفى داك نيكانجو إن الأمن تحسن حاليا. وعاد الفريق الجراحي الذي كان قد سُحب. لكن الفجوات التي أحدثها الرصاص لا تزال في سور المستشفى وفي بعض جدران المبنى وكأنها تذكرة بأن التعرض لهجوم جديد أمر وارد.

أضاف الطبيب نيكانجو "لم أغادر لأني أرغب في مساعدة الناس. إنهم في حاجة للمساعدة. لذا جاء طاقمنا أيضا ويعمل."

وكان مريض يدعى جوزيف دينج -يسعى لعلاج اصابة بالرصاص في ساقه اليمنى- بالمستشفى عندما تعرض لهجوم. وفر آنذاك قبل أن يعود في الآونة الأخيرة لمتابعة علاجه.

وقال دينج إن الأطباء لم يكونوا يتوقعون أن يأتي على قدميه لأن ثلاثة أرباع من في المستشفى كانوا معوقين. وأضاف أنه عندما عاد عولج وتحسنت ساقه أفضل من ذي قبل. وأعرب دينج عن سعادته وسعادة الآخرين الذين كانوا فروا عندما تعرض المستشفى لهجوم بعودتهم إليه مجددا.

وتسبب الصراع المستعر في جنوب السودان في تشريد ملايين السكان وحدوث أزمة غذاء لكثير من سكان البلاد وتضرر الاقتصاد الذي يعتمد على انتاج النفط الذي هوت أسعاره بشدة هذه الأيام.