الحجر الصحي

قررت بيرنايس داهان نائب وزير الصحة في ليبيريا وضع نفسها في الحجر الصحي لمدة 21 يوما بعد وفاة مساعدها بفيروس الإيبولا، خشية الإصابة بالمرض.
وقالت داهان، التي مثلت بلادها في عدد من المؤتمرات الإقليمية التي ناقشت مرض إيبولا، إنه "لم يظهر عليها أيا من أعراض المرض، وأن وجودها في الحجر الصحي لضمان عدم إصابتها بالمرض".
ومن جانبه، قال وزير الإعلام إيزاك جاكسون إن "المديرة بيرنايس دان وموظفيها وضعوا في الحجر الصحي لإظهار الانضباط الذاتي والكفاءة الطبية، مشيرا إلى أنه لم تظهر على دان أعراض فيروس إيبولا.
وكان نابليون براثوايت مساعد دان قد توفي إثر إصابته بالفيروس، وبعد وفاته قررت برنيس دان دخول الحجر الصحي مع الموظفين العاملين في إدارتها.

ومرض فيروس الإيبولا أو حمى الإيبولا النزفية هو أحد الأمراض البشرية التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس الإيبولا وتبدأ الأعراض عادة بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصداع وعادة ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد والكلية و يبدأ بعض الأشخاص بالتعرض لمشاكل النزيف في هذه المرحلة.
وذكرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن حكومة ليبيريا طلبت من المواطنين عزل أنفسهم لمدة 21 يوما إذا شعروا بأنهم تعرضوا لمرض الإيبولا، خاصة وأن تفشي المرض بصورة كبيرة جعل من الصعب تعقب الأشخاص الذين اتصلوا بالمرض ووضعهم في الحجر الصحي خشية إصابتهم بالمرض.
وأوضحت داهان أنها طلبت من موظفي مكتبها البقاء في منازلهم لمدة 21 يوما أيضا.

وقال مسئول في منظمة الصحة العالمية إنه "يتوفى يوميا في العاصمة الليبيرية مونروفيا ما بين 35 إلى 40 بإيبولا".
وليبيريا هي أكثر البلدان تضررا بوباء إيبولا المنتشر في غربي أفريقيا، حيث سجلت فيها منظمة الصحة العالمية 3458 إصابة قضى منهم 1830 حتى 23 من شهر سبتمبر الماضي.
وذكر مسئول في منظمة الصحة العالمية، طلب عدم ذكر اسمه، أنه في العاصمة الليبيرية مونروفيا تحرق 50 جثة يوميا، لكننا نقدر أن ما بين 20% إلى 30% منهم غير مصابين بإيبولا، أي ما يعادل حصيلة ما بين 35 إلى 40 وفاة بإيبولا يوميا في العاصمة.

وأضاف أن "العدد يرتفع شيئا فشيئا، ولا يتعلق الأمر إلا بحالات مسجلة رسميا، في حين لا يزال بعض الناس يدفنون موتاهم سرا، وأحيانا في حدائقهم".
وفي ليبيريا، التي لم تتعاف بعد من حربين أهليتين متتاليتين بين 1989 و2003، انهار النظام الصحي الذي كان لا يزال في بداية تكوينه قبل انتشار الوباء، وكان يضم أقل من مائة طبيب وتقريبا ألف ممرض في ذلك الوقت، وفق المسئول في منظمة الصحة العالمية.