واشنطن - اف ب
اجرى باحثون اختبارات ناجحة على فئران لملصقة ذكية قادرة على كشف ارتفاع مستوى السكر في الدم وضخ مادة الانسولين من دون ألم، وهو اختراع واعد بالنسبة لملايين المصابين بمرض السكري في العالم.
هذه الملصقة الصغيرة الحجم التي توضع تحت الجلد مغطاة بحوالى مئة ابرة صغيرة للغاية مجهزة بخزانات مجهرية تحوي انزيمات حساسة على مادة الغلوكوز اضافة الى الانسولين الذي يتم نشره في الجسم في حال كان مستوى السكر في الدم مرتفعا، على ما اوضح القائمون على هذا الاختراع الذي نشرت تفاصيله في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم.
ونجحت هذه الملصقة في تخفيض مستوى السكر في الدم على مدى تسع ساعات لدى فئران مختبر مصابة بأحد الأشكال الموازية للسكري من النوع الأول.
الا ان المخترعين أكدوا وجوب اجراء اختبارات وتجارب سريرية اضافية قبل التمكن من استخدام هذه الملصقة على الأشخاص المصابين بالسكري رغم النتائج الواعدة لهذا التقدم العلمي.
وأوضح جن غو الاستاذ في قسم الهندسة الحيوية الطبية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمشرف الرئيسي على هذه التجارب "صممنا ملصقة خاصة بمرضى السكري تعطي نتائج سريعة كما أنها سهلة الاستخدام ومصنوعة من مواد غير مؤذية وتتناسب مع التركيبة الحيوية للجسم".
ولفت الى ان "هذا النظام يمكن تكييفه مع الاخذ في الاعتبار وزن المريض وحساسيته على الانسولين".
ويبذل المرضى المصابون بالسكري من النوع الاول واولئك الذين يعانون السكري من النوع الثاني في مراحله المتقدمة، جهودا مضنية للحفاظ على مستويات طبيعية من السكر في الدم مع حقنات متكررة للانسولين تحت الجلد، وهي آلية تتسم احيانا بالألم وقلة الدقة.
واشار مدير مركز العلاج من السكري في جامعة كارولينا الشمالية وأحد معدي هذا البحث جون بيوز الى ان "حقن جرعات غير مناسبة من الانسولين قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة يمكن ان تسبب العمى وبتر أطراف وحتى الغيبوبة المرتبطة بالسكري او الوفاة".
وسعى باحثون الى الغاء مخاطر الخطأ هذه عبر انشاء "نظام مغلق" يربط مباشرة الالية التي تراقب مستويات السكر في الدم مع المضخة الخاصة بالتحكم بضخ الانسولين.
الا ان هذا النظام يحوي على لواقط ومضخات ميكانيكية مع قساطر يتم تثبيتها تحت الجلد ويتعين استبدالها بعد بضعة ايام من الاستخدام.
ويساعد مبدأ استخدام الملصقة في تحفيز عمل المصدر الطبيعي لافراز الانسولين في الجسم وهي الخلايا بيتا في البنكرياس.
هذه الخلايا تعمل كمصانع ومخازن للانسولين في آن معا. كما أنها تمثل نظام انذار يعمل عند ارتفاع مستوى السكر في الدم الى معدلات مفرطة عبر اطلاق عملية ضخ الانسولين.
ويصيب مرض السكري، غالبا من النوع الثاني لدى البالغين، اكثر من 387 مليون شخص في العالم، وهو رقم مرشح للازدياد بدرجة كبيرة ليصل الى 592 مليونا بحلول العام 2035 بسبب زيادة نسبة الأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد او البدانة.