ضبط النفس وسيلة لأداء المهام الضرورية بسعادة

نشر فريق من الباحثين، منهم "مايكل إنزليخت"، الأستاذ في علم النفس بحامعة تورنتو سكاربورو الكندية، النتائج الخاصة بدراستهم حول كيف تشعر بالسعادة أثناء أداء المهام العادية، نشرت النتائج التي توصلوا إليها في دورية "اتجاهات العلوم المعرفية".

واكتشف فريق الباحثين أنه بدلاً من تهدئة الأعصاب أمام التليفزيون وطلب البيتزا، من الممكن أن يكون الذهاب لصالة الألعاب الرياضية وطهي عشاء صحي مفيداً للشعور بالسعادة وتهدئة الأعصاب، من خلال تعزيز ضبط النفس، بغض النظر عن الشعور بالتعب أثناء أداء تلك المهام.

ويضع "إنزليخت" تعريفاً لضبط النفس بأنه "العمليات العقلية التي تسمح للناس بتجاوز الأفكار والعواطف من أجل التكيف مع سلوكهم من آن لآخر".

يعتقد "إنزليخت" أنه على الرغم من افتقار بعض الأشخاص لضبط النفس عند الشعور بالتعب والإجهاد، وهذا لا يعني أن قوة الإرادة لديهم نفدت.

في مجال علم النفس يتم النظر إلى ضبط النفس على أنه من "الموارد المحدودة" والتي من الممكن أن تُستهلك إذا استخدمها الشخص بكثرة، مما يعني أنه يفقد الشخص قوة الإرادة، كلها أو بعضاً منها، ولابد من تعزيز ضبط النفس بتحويل "عليّ أن أفعل" إلى "أنا أريد أن أفعل".

تغيير الأولويات سبب لفقد القدرة على ظبط النفس تجاه أشياء معينة

ويوضح "إنزليخت" أن عدداً من الأشخاص يفقدون القدرة على ضبط النفس بعد تكرار المهام مرات عدة، وهذا ليس بسبب أنهم ليس لديهم قوة إرادة، ولكن بسبب أنهم يشهدون تغييراً في الأولويات.

ويشير "إنزليخت" أنه بتحويل الشخص من المهام التي يجب فعلها، إلى مهام يريد أن يؤديها، من الممكن أن يعزز ذلك ضبط النفس لديهم حتى لو كانوا يشعرون بالإجهاد.

ولاحظ أنه إذا فشل الشخص في تعديل موقفه، وحاول تجنب الإغراءات وأخذ فترة راحة نفسية فيمكن أن يساعد ذلك على شعور الشخص بالانتعاش والجاهزية لأداء المهام الضرورية.

"إذا أراد شخص تناول طعام صحي، وفكر في كم الاستمتاع الذي سيحصل عليه بتناول وجبة غذائية صحية، ربما لا يضع هدفه ذلك في إطار إجباري لأن طبيبه أخبره أنه لابد من أن يفعل ذلك" حسب "إنزليخت" الذي أضاف "تماماً مثل الشخص الذي يحب ممارسة رياضة العدو كوسيلة للاسترخاء أو أخذ قسطاً من الراحة".