الأطراف الصناعية

أعلن علماءٌ الخميس الماضي التوصل إلى تقنية لتوظيف القوى الذهنية لتحريك الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية، مبينين أن هذه التقنية تتضمن زرع أقطاب كهربية دقيقة في منطقة بالمخ تتحكم في إرادة الشخص لأداء حركة معينة ما يتيح للمريض أن يحرك بسلاسة ذراعًا صناعية.
 
وفي دراسة نشرتها دورية "ساينس" ونقلتها وكالة "رويترز"، ركّب جراحون في كلية طب كيك في جامعة جنوب "كاليفورنيا" قطبين كهربائيين صغيرين في منطقة القشرة الجدارية الخلفية لمخ الشخص، ثم توصيل الأجهزة التعويضية العصبية بالحاسوب لمعالجة البيانات التي يصدرها المخ لتحديد ما يريد على وجه الدقة مما يمكنه من التحكم في ذراع آلية موجودة على طاولة قريبة أو مؤشر فارة الحاسوب.
 
وذكر المشرف على هذه الدراسة "ريتشارد أندرسون"، والذي يعمل في معهد كاليفورنيا لتكنولوجيا العلوم العصبية، أنه أمكن لـ "إيريك سورتو" -الشخص الذي أجريت عليه الدراسة-أن يتعلم كيف يمسك بأشياء مختلفة ويمارس ألعاب الفيديو أو أن يرشف مشروبا.
 
وأضاف "إندرسون" أن منطقة القشرة الجدارية الخلفية بالمخ مصدر خصب للإشارات يمكن استخدامه لتحديد أغراض شخص مشلول، ويمكن الاستعانة بهذه الاشارات للتحكم في روبوتات ذكية وأجهزة حاسوب لتحديد تفاصيل الحركة أو أجهزة خارجية مثل الذراع الصناعية.
 
وكان يجري في السابق زرع الأجهزة التعويضية العصبية بمنطقة القشرة الحركية -وهي منطقة بالمخ تتحكم مباشرة في حركة الجسم-للمرضى المصابين بالشلل، لكن مع قدرة هؤلاء المرضى على التحكم في الذراع الآلية كانت الحركة تأتي متأخرة ومرتعشة.
 
غير أن زرع الأجهزة التعويضية العصبية في جزء من المخ يتحكم في الإرادة والحركة جاء بنتائج طبيعية بدرجة أكبر.
 
وأوضح "سورتو" -البالغ من العمر 34 عامًا من لوس أنجلوس والذي أصيب قبل عشرة أعوام بالشلل-أن أمامه العديد من المهام التي يريد انجازها مستقبلًا، وعلى رأسها الاعتناء بنفسه وغسل أسنانه بنفسه.