السفير رياض منصور

بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر 'الصين' ورئيس الجمعية العامة، استعرض فيها جملة من تجاوزات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، المستمرة بحق شعبنا.
وركز منصور في هذه الرسائل، على قضيتين أساسيتين هما استمرار الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف بالاستيطان، وكذلك عمليات الهدم للمقدرات الاجتماعية والاقتصادية الفلسطينية بهدف تشريدهم واخلاء مناطق واسعة من الوجود الفلسطيني فيها.
وأشار منصور إلى استمرار سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي بممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين قاطبة واستمرار سياستها الممنهجة في هدم البيوت وتدمير الممتلكات المدنية الفلسطينية وتشريد أصحابها بالقوة في مخالفة صريحة وواضحة لاتفاقيات جنيـف ومبادئ القانون الدولي وعلى وجه الخصوص المادة 49 والمادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة.
كما استعرض منصور في رسالته جملة من الإحصاءات الدولية والقرارات الاسرائيلية الاخيرة المتعلقة بالاستيطان والهدم من ضمنها القرارات العسكرية الاخيرة التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية لتوسيع عدد من المستوطنات في الضفة الغربية والاعلان عن آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية كأراضي دولة ومناطق عسكرية مغلقة، يمنع على الفلسطينيين الدخول اليها وذلك في سبيل ارضاء جمهور الناخبين من غلاة المتطرفين والمستوطنين خدمة لاهدافه الانتخابية القادمة، مشيرا الى انه وفي التاسع من هذا الشهر اصدرت اسرائيل قرارا عسكريا اعلنت فيه عن مساحة كبيرة جداً من الأرض الفلسطينية تمتد من القدس الشرقية المحتلة الى بيت لحم والخليل حتى البحر الميت منطقة عسكرية مغلقة، علما بأن الحكومة الفلسطينية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها اعلانها محمية طبيعية منوهاً الى ان ما يقرب 18% من الضفة الغربية قد أصبحت مصنفة مناطق عسكرية مغلقة الأمر الذي يؤثر سلباً على كافة مناحي الحياة لـ 38 تجمعا سكانيا فلسطينيا تضم آلاف المواطنين الفلسطينيين، وكذلك هدم إسرائيل لـ86 منزلا ومنشأة وخطوط وخزانات مياه، بالإضافة الى مصادرة 2000 دونم من أراضي قرية الشيوخ في الخليل، بالاضافة إلى القرار الذي أصدرته المحكمة الاسرائيلية في 27 يناير والقاضي بمصادرة مئات الدونمات من أراضي قرية بيت أولا، شمال غرب الخليل، وكل هذا تنفيذا لخطة عسكرية سابقة تسمى E1.
السفير منصور استعرض أيضا الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة في الفترة الحالية مشيرا إلى أن هناك مخططات جديدة لبناء آلاف الوحدات السكنية بما فيها بناء فندق سياحي في أحياء فلسطينية كجبل المكبر والشيخ جراح ووادي الجوز والتي تهدف بشكل واضح إلى ترسيخ سيطرة إسرائيل وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في المناطق العربية استباقا وقطعا للطريق على كافة الحلول السياسية المستقبلية، بالاضافة إلى هدم أربعمائة مبنى فلسطيني في المناطق المصنفة اسرائيليا مناطق 'ج' والتي بنيت بدعم وتمويل من الإتحاد الاوروبي، مذكرا المجتمع الدولي بمأساة عائلة أحمد محمود العباسي في القدس الشرقية المحتلة والذي هدمت قوات الإحتلال الاسرائيلي بيته في حي سلوان تاركة 14 فرد من افراد عائلته دون مأوى ومنعت هذه العائلة من إخلاء أمتعتها من داخل المنزل قبل أن يتم هدمه، وفي السياق نفسه أشار السفير منصور إلى أن منظمة أوتشا وثقت في العام 2014 هدم 590 مبنى فلسطينيا على الأقل في مناطق 'ج' والقدس الشرقية المحتلة مما أدى إلى نزوح وتشريد 1117 بالقوة وهو ما شكل أعلى رقم توثقه أوتشا منذ بدأت عملية المراقبة في العام 2008.
وطالب منصور المجتمع الدولي والمنظومة الدولية بأن تضع حدا لإسرائيل لوقفها عن إستمرار أعمالها الهمجية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه وطالما بقي المجتمع الدولي عاجزا عن ايقاف الجرائم الاسرائيلية اليومية فإن هذا يعني عملياً انتهاء مستقبل حل الدولتين.