بلغراد - فلسطين اليوم
طالب رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الأربعاء، بمراجعة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل.
وقال سيادته في مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية صربيا توميسلاف نيكوليتش في بلغراد: 'لا بد أن تكف إسرائيل عن خرق الاتفاقيات والالتزام بما تم التوقيع عليه، والتوقف عن الاستيطان، وإجراءات تهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها الدينية المسيحية والإسلامية، وإطلاق سراح الأسرى'.
وجدد الرئيس التأكيد على رفض أي حلول مؤقتة، بما فيها مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة.
وأكد التصميم على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد أرضنا وشعبنا، وقال إن الحكومة مستمرة في جهودها لإعادة الإعمار في قطاع غزة، مقدما الشكر للمانحين وللمنظمات الدولية التي تقدم مساعداتها الإنسانية ولإعادة الإعمار، داعيا لاستمرار دعمها.
وأشاد الرئيس بعلاقات الصداقة التاريخية بين فلسطين وصربيا، متمنيا لها مزيدا من التطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلاقة بين رجال الأعمال في البلدين.
وفيما يلي كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية، أشكركم، يا فخامة الرئيس، على حفاوة الاستقبال، وأثمن عاليا مواقفكم السياسية وبلدكم الصديق في دعم حقوق شعبنا، خاصة تصويت صربيا لصالح انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة كعضو مراقب، والذي تم أثناء رئاسة صربيا للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولا يفوتنا هنا كذلك أن نشيد بعلاقات الصداقة التاريخية، التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والتي نتمنى لها مزيدا من التطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلاقة بين رجال الأعمال في البلدين.
ونحن سعداء بوجود جالية من أصل فلسطيني تقوم بواجبها تجاه صربيا، وتستطيع أن تكون جسرا للتواصل، وتعزيز العلاقات بين الشعبين والبلدين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن جمعية الخريجين الفلسطينيين من الجامعات الصربية تقوم بنشاطات طيبة في فلسطين، لتعزيز وتنمية العلاقات بين بلدينا وشعبينا، ونحن من طرفنا ندعم كل جهد في هذا المجال. ونجدد الشكر على استمراركم تقديم منح دراسية للطلبة الفلسطينيين في الجامعات الصربية.
عقدنا اليوم جلسة محادثات ناجحة مع فخامة الرئيس، هنأته خلالها برئاسة صربيا لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي منذ بداية هذا العام، وأطلعته على آخر المستجدات حول العملية السياسية، وحول الجهود الأميركية والعربية والدولية من أجل تحقيق السلام في منطقتنا، مع تقديرنا لها، إلا أنها لم تنجح في إحراز تقدم، بسبب رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، لحل الدولتين.
وقد أوضحنا لفخامة الرئيس أن التحاق دولة فلسطين بالمعاهدات والمنظمات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية يهدف لحماية حقوق شعبنا، وبناء مؤسساتنا الوطنية وفق المعايير والقوانين الدولية.
كما أطلعنا فخامة الرئيس على الجهود الدولية والعربية والفرنسية المبذولة للتوصل إلى مشروع قرار لمجلس الأمن، ينهي الاحتلال والاستيطان وفق قرارات الشرعية الدولية، ويحدد جدولا وسقفا زمنيا لاستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وفي هذا الإطار، نجدد التأكيد على موقفنا برفض أي حلول مؤقتة، بما فيها مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة.
ومن جهة أخرى، فإننا نطالب بمراجعة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل، ولا بد أن تكف إسرائيل عن خرق الاتفاقيات والالتزام بما تم التوقيع عليه، والتوقف عن الاستيطان، وإجراءات تهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها الدينية المسيحية والإسلامية، وإطلاق سراح الأسرى.
هذا وقد أحطت فخامة الرئيس علما بتصميمنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد أرضنا وشعبنا، وأن الحكومة الفلسطينية مستمرة في جهودها لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وبهذه المناسبة نجدد الشكر للمانحين وللمنظمات الدولية التي تقدم مساعداتها الإنسانية ولإعادة الإعمار والتي ندعوها لاستمرار دعمها.
وقد استعرضنا وفخامة الرئيس الوضع الإقليمي في منطقتنا، وما تشهده سوريا وليبيا واليمن من صراعات وحروب وأعمال إرهاب ترتكب باسم الدين، والتي ندينها ونتمنى أن تنتهي في القريب العاجل. ومن ناحية أخرى فإننا نثمن ما تم تحقيقه من تقدم على الصعيد الديمقراطي في كل من مصر وتونس، مع تمنياتنا للجميع بالأمن والسلام والاستقرار.
مرة أخرى أشكركم فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأتمنى لكم شخصيا دوام الصحة والسعادة، وللشعب الصربي تحقيق المزيد من الرخاء والتقدم.