رام الله - فلسطين اليوم
استضاف متحف محمود درويش في مدينة رام الله، مساء أمس الأحد، الروائي إبراهيم نصر الله، لتوقيع روايته "أرواح كليمنجارو".
وسجلت أمسية نصر الله رقماً قياسياً في عدد الحضور، حيث كان عدد الجالسين على الأرض أكثر منهم من على الكراسي، عدا عن تنوع الجمهور الذي أتى من جميع محافظات الضفة وأراضي عام 1948 ومن القدس كذلك.
اصطحب نصر الله معه ياسمين نجار تلك الفتاة التي عاشت بطرف اصطناعي منذ أن كانت في الثالثة وصعدت معه جبل كليمنجارو في أفريقيا.
وقال وليد الشرفا في تقديم الرواية إنها تحمل ثلاثة مستويات، أولها تصور الجبل في الوعي الإنساني، وثانيها امتحان لأخلاقية العالم بأن تكون فلسطينياً، وثالثها إعادة إنتاج السيرة الفلسطينية في قالب مفارق حيث الواقع أعلى من الخيال.
أما نصر الله، فقد أهدى الأمسية إلى روح غسان كنفاني الذي صادف عيد ميلاده الثمانون في التاسع من نيسان، وقال: حين سمعت بالرحلة خاصة بفكرة صعود ياسمين ومعتصم اللذين فقدا أطرافهما، قلت لن أدعهم يصعدون الجبل وحدهم، ولم أكن قد قررت ما إذا كنت سأكتب أم لا، فذهبت حراً إلى الرحلة كما ذهبت حراً إلى الكتابة، وكان الشيء الأصعب هو كتابة رواية تصل بها إلى القمة بعد أن وصلنا إلى قمة كليمنجارو في الحقيقة.
وأضاف: من مآزق الرواية التي واجهتني أنني أحسست بالتورط فيما يشبه أدب الرحلات، وكان لا بد من أن يبدأ الصعود الروحي لتحويل الشخصيات، وأعتقد أن رحلة من هذا النوع بمشاركة معتقدات مختلفة من مناطق مختلفة كان لا بد أن تنعكس على واقع الرواية، فقد فتحت الرواية باباً على نفوس وأرواح المشاركين، فقد كانت رحلة فريدة، فهي أول مرة يصل فيها أطفال عرب في مثل وضع معتصم وياسمين إلى قمة كليمنجارو.
أما ياسمين نجار، إبنة بورين في نابلس، قالت: خلال ساعات المشي في اليوم الرابع كنا نتسلق منطقة عبارة عن حائط صخري، ووسط التعب الشديد نظرت خلفي، كان إبراهيم نصر الله يمسك "النوت" ويسجل باهتمام.
وحول تجربتها تقول نجار: تعرضت لحادثة سير وأنا في الثالثة، ما يعني أنني سأعيش بطرف صناعي يجب تغييره كلما كبرت، وحين منعني الاحتلال من دخول القدس عام 2006 لتبديل الطرف، تعرفت على جمعية إغاثة أطفال فلسطين، وكنت أبحث عن وضع بصمة لي في الحياة، وعندما عرضت الجمعية موضوع صعود الجبل وافقت على الفور، وبدأت التدريب.
وأضافت: اردت أن اوصل رسالة إلى المستوطنين الذين منعوني من صعود قمم بورين، منعتموني من صعود جبل ارتفاعه 700 متر، لكنني قد صعدت إلى كليمنجارو الذي ترتفع قمته 6000 متر.
رواية إبراهيم نصر الله تحكي عن قصة أطفال فلسطينيين فقدوا أطرافهم وصعدوا مع جمعية إغاثة أطفال فلسطين عام 2014 إلى أعلى قمم أفريقيا وهي قمة كليمنجارو، وهي قصة مبنية على رحلة واقعية شارك فيها نصر الله بنفسه.
الرواية من اصدار دار بلومزبري، وتقع في 384 صفحة من القطع المتوسط.
في نهاية الأمسية التي امتدت حتى ساعة متأخرة من الليل، قام نصر الله بتوقيع نسخ من روايته للحضور.