رحب د. رياض المالكي، وزير الخارجية، في تصريح لـ»الأيام» بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نشر تقرير لجنة التحقيق الأممية في الهجمات الإسرائيلية على مدارس وكالة الأمم المتحدة في غزة مشيرا إلى أنه سيتم تحويل نسخة من التقرير إلى محكمة الجنايات الدولية التي تجري تحقيقا أوليا بالحالة في  فلسطين.

وتساءل «السؤال الآن هو ما هي الخطوات والإجراءات المفترض أن تتبع في مثل هذه الحالة أمام مثل هذا الاعتداء الذي أصبح واضحا من قبل التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة».

وقال المالكي: «كنا قلقين من أنه كانت هناك محاولة جادة من قبل إسرائيل ودول أخرى للضغط على الأمين العام للأمم المتحدة لعدم نشر التقرير، وقلقنا كان نابعا من انه حدد سابقا موعد لنشر التقرير ومن ثم لم ينشر في الموعد وبالتالي فإننا قلقنا من أن تكون الضغوط الإسرائيلية وغير الإسرائيلية قد نجحت وأنها حالت دون أن تقدم الأمانة العامة للأمم المتحدة على نشر التقرير».

وأضاف: «ولكن يبدو أنه كانت هناك مراجعة مهمة من قبل مكتب الأمين العام في أهمية نشر التقرير، وبالتالي نحن سعداء أن الأمين العام ومكتبه نشروا التقرير الذي يحدد المسؤولية الإسرائيلية المباشرة على الاعتداءات التي تمت على مدارس الاونروا في قطاع غزة وما آلت إليه ليس فقط من دمار بنيوي وإنما أيضا قتل أبرياء هناك «.

وأشار المالكي إلى انه «نحن سنأخذ التقرير وسنقدمه إلى المحكمة الجنايات الدولية، خاصة وأنها تنظر في هذه الأيام في الطلب الذي  تقدمنا به إليها للقيام بدراسة أولية، وبالتالي فان هذا التقرير الصادر عن الأمم المتحدة والإدانة المباشرة فيه لإسرائيل على ما قامت به سيساعد كثيرا في ذلك التحقيق الأولي الذي تم فتحه بمحكمة الجنايات الدولية وسوف يساعد كثيرا في الوصول إلى النتيجة الضرورية والمهمة بأنه لا بد من فتح تحقيق رسمي في موضوع ما قامت به إسرائيل من عدوان على شعبنا في قطاع غزة وما آلت نتائج هذا العدوان من تدمير للبنية التحتية والاف المؤسسات والمدارس والمنازل رغم انه أعطيت لإسرائيل كل الإحداثيات عن مواقع المدارس أكثر من مرة لتجنب قصف هذه المدارس».

وقال: «ولكن واضح تماما أن إسرائيل كانت تعتبر أن كل ما هو موجود في غزة هو هدف بما فيه المدارس وهذا يعني أنه كانت هناك محاولة للاعتداء على المدارس بمعرفة مسبقة وهذا يزيد من خطورة تلك الجريمة التي ارتكبت من قبل إسرائيل بحق المدارس» وأضاف: «نحن سنسرع في الحصول على تلك النسخة من التقرير وسوف نقوم بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لتأخذ بعين الاعتبار هذا التقرير في متابعتها للتحقيقات الأولية».

وبشأن ما ورد في التقرير عن وجود مسلحين في بعض المدارس الفارغة قال: «نحن جاهزون من طرفنا لأية محاسبة ولكن الكل يعلم أن المسؤولية الأساس هي ما قامت به إسرائيل من عدوان ومن جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وبالتالي يجب على إسرائيل أن تدفع ثمن ذلك، نحن نقدر شجاعة الأمين العام ومكتبه في الوصول إلى هذا القرار بالكشف عن التقرير ونأمل من كل الجهات الرسمية وغير الرسمية والحكومية وغير الحكومية والصحافة التي لديها أي توثيق مرتبط بالاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا في قطاع غزة أن تتقدم بالإعلان عن ذلك حتى يتسنى لنا جمع اكبر قدر ممكن من معلومات ومعطيات تسهل عملية إدانة إسرائيل لما ارتكبته من جرائم ضمن التحقيق الأولي الذي بدأت به محكمة الجنايات الدولية».