رام الله - فلسطين اليوم
شارك رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله في حفل افتتاح عيادة السموع الحكومية، وافتتاح قسم العلاج الطبيعيّ وقسم الحضانة في مستشفى يطا الحكومي، وقسمي العيون والأطفال في مستشفى محمد علي المحتسب في البلدة القديمة بالخليل الأربعاء جاء ذلك بحضور محافظ الخليل كامل حميد، ووزير الصحة د. جواد عواد، ووزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، ووزير الزراعة د. سفيان سلطان، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأكد الحمد الله ان انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية اولوية لدى القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة، مطالبا حركة حماس تسليم قطاع غزة وتمكين الحكومة ليتسنى لها القيام بواجباتها للتخفيف من معاناة أهلنا هناك، مثمنا في السياق ذاته، الجهود المصرية الجارية لإنهاء الانقسام واحتضانها للقاءات حركتي فتح وحماس في القاهرة، معربا عن أمله أن تتكلل هذه اللقاءات بالنجاح.
وقال رئيس الوزراء: "على العالم أن يدرك أن شعبنا لن يقبل بالمساومة على حقوقه التي كفلها القانون الدوليّ وقرارات الشرعية الدولية، وهو مصمم على الصمود والبقاء وبناء وتطوير وطنه الذي لا وطن لنا سواه. سنحمي حقوقنا، وسنحمي القدس والخليل والأغوار وغزة والتجمعات البدوية".
وأضاف رئيس الوزراء: "يشرفني أن التقي بأبناء شعبي في بلدة السموع، الذين يسطرون قصة صمود وبقاء أخرى في وجه الجدار والاستيطان، وفي مواجهة مخططات التهجير والاقتلاع التي تحاول إسرائيل فرضها على أبناء شعبنا لإنهاء وتصفية قضيتنا الوطنية العادلة".
وتابع الحمد الله: "إن كل قرية وبلدة ومخيم وخربة ومضرب للبدو في بلادنا الرازحة تحت نير الاحتلال والاستيطان والجدار، شاهدة على الظلم والقهر والعدوان، كما هي شاهدة على قدرة شعبنا على النهوض والتحدي وبناء دولته".
وأردف رئيس الوزراء: "أنقل لكم اعتزاز فخامة الأخ الرئيس محمود عباس بكم. فصمودكم وصلابتكم هنا في السموع وفي محافظة الخليل عموما، وفي كافة أرجاء وطننا الغالي، إنما تعزز مواقفه الشجاعة والمتشبثة بحقوق شعبنا وثوابته الوطنية".
واستطرد الحمد الله: "أتواجد معكم اليوم ضمن مسؤولياتي المباشرة على رأس حكومتي، وبتوجيهات مباشرة من فخامة الرئيس محمود عباس، لمتابعة احتياجات أهلنا في كل شبر من أرضنا والوقوف عند معاناتهم وضمان الوصول بخدماتنا إليهم. فنحن هنا، لنضيف بنية مؤسسية وخدمية، بافتتاح "عيادة السموع الحكومية"، التي عملنا، مع بلدية السموع، على بنائها بدعم من صندوق النقد العربيّ - البنك الإسلاميّ للتنمية، لتضطلع بخدمات الطب العام والتمريض والصيدلية والتطعيم، بالإضافة إلى عيادات تخصصية وخدمات الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة، لتصبح عيادة من المستوى الرابع تقدم خدماتها على مدار خمسة أيام في الأسبوع بعد أن كانت تقتصر على ثلاثة أيام فقط".
وبيّن رئيس الوزراء: "هنا في السموع أيضا، نعمل على رفد عيادة التقوى بتوريد جهاز للأشعة، وفي عيادة رافات، التي تقع على حدود النقب على مقربة من جدار الفصل العنصريّ، تتوالى أعمال إعادة ترميمها وتجهيز بناء جديد لها، حيث تقدم في الوقت الحالي، خدمات رعاية الأمومة والطفولة والتطعيم في عيادة متنقلة".
وقال الحمد الله: "في إطار جولتي هذه في محافظة الخليل، أواصل معكم افتتاح بنى صحية هامة تساهم في تحقيق الفاعلية والكفاءة والمساواة في الوصول إلى الخدمات. ففي مستشفى يطا الحكوميّ، افتتح قسم العلاج الطبيعيّ بالإضافة إلى قسم الحضانة الذي تم تجهيزه من قبل اليونيسف. وهناك الكثير من المشاريع الأخرى التي نتابعها، لزيادة كفاءة هذا المستشفى والتوسع بقدراته، حيث نشرع ببناء جناحه الشماليّ المكون من ثلاثة طوابق، ليشمل وحدات وأقسام جديدة، كما وبدأنا بتوريد أجهزة العناية المكثفة فيه، وسيشهد قسم الطوارئ قريبا أعمال إعادة التأهيل".
وأضاف رئيس الوزراء: "كما وسأفتتح قسمي العيون والأطفال في مستشفى محـمد علي المحتسب، الذي تم إعادة تشغيله وضمه لشبكة المستشفيات الحكومية قبل نحو عامين، حيث يعتبر أحد أهم المشاريع الوطنية لدعم صمود شعبنا في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، المسماة بـ(H2)".
وأردف الحمد الله: "لقد ارتكزت تدخلاتنا، من خلال وزارة الصحة، بكافة طواقمها الطبية والتمريضية والإدارية، على نقل واقع الخدمات الطبية خطوات متقدمة ومدروسة الى الأمام، في إطار إدارة رشيدة تضع مصلحة وسلامة وحياة المواطن أولا. فعملنا، خلال السنوات الخمس الماضية، على تطوير وتطويع مراكز الطوارئ والولادة الآمنة، ونشرنا مراكز الرعاية الأولية في محافظة الخليل، وافتتحنا أقساما جديدة في مستشفيات الخليل الحكوميّ ويطا ومحمد علي المحتسب. وشرعنا ببناء مستشفى دورا الحكوميّ، وخلال أيام قليلة، يبدأ بناء مستشفى الرئيس محمود عباس في حلحول، ليكون وجهة علاجية وتحويلية أخرى، تساهم في النهوض بجودة الخدمات الطبية، وتوطين العلاج في داخل منظومة الصحة الفلسطينية".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "إن المستشفيات التي نبنيها والمراكز الطبية المتخصصة التي نفتتحها، وغيرها من البنى الحكومية التي نعمل على التوسع بها وتطوير قدراتها، هي جزء من عمل مستدام لتعزيز الاستجابة لاحتياجات المواطنين الآنية والمستقبلية، وبالتالي تعظيم الموارد والقدرات الذاتية. فنحن أحوج ما يكون، في هذه المرحلة الفارقة والعصيبة من تاريخ قضيتنا، إلى الاصطفاف معا والتماسك والالتفاف حول فخامة الرئيس محمود عباس، في رفضه التهاون أو التنازل عن حقوق شعبنا، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير، ورفض تمرير ما يسمى بـ"صفقة القرن"".
وأعلن رئيس الوزراء خلال جولته عن رصد 600 الف شيكل لصالح تعبيد الشوارع في بلدة السموع، ودراسة زيادة أعداد أفراد الأمن في البلدة، اضافة الى المساهمة في إعادة تأهيل الشارع الرئيسي في منطقة الفحص بالبلدة القديمة في مدينة الخليل.